الفن بعد الاتحاد السوفييتي: ربع قرن من الاحتجاج

الفن بعد الاتحاد السوفييتي: ربع قرن من الاحتجاج

17 ديسمبر 2017
(من عرض أدائي نسوي لـ ماريا أليخونيا)
+ الخط -
يقيم غاليري "ساتشي" في لندن، معرضاً بعنوان "شغب الفن: فعل الاحتجاج ما بعد الاتحاد السوفييتي"، الذي يتواصل حتى 31 من الشهر الجاري، وموضوعه هو الفن كوسيلة احتجاج خلال ربع قرن بعد انهيار المعسكر الاشتراكي.

يتزامن المعرض مع مئوية الثورة الشيوعية، لكنه لن يمسّ بشكل مباشر هذه المناسبة أو تلك الثورة، غير أن هذا لا يعني انعدام صلته بها، بل ربما يعني المقارنة بين الفنانين وأسئلتهم في الحقبتين قبل وبعد نهاية النظام الشيوعي الذي عرفه شرق أوروبا منذ 1917.

يمكن القول إن الشغل الشاغل للفنانين الروس منذ انطلاق الثورة الشيوعية وحتى السنوات الأخيرة التي لفظت فيها أنفاسها كان الثورة نفسها والنظام الاجتماعي والاقتصادي فيها، لكن الأسئلة اليوم اختلفت ولم تعد مؤدلجة كالسابق بل أصبحت تنشغل بالحرية الفردية والدين.بافلنسكي في "أبواب ليبيانكا المحترقة"

المعرض وفقاً للقائمين عليه، يلقي الضوء على فنانين أدائيين معاصرين من روسا، من بينهم أوليغ كوليك، وبيوتر بافلنسكي، وبلو نوزيز، وآخرين، حيث يعرض الأنواع الفنية والأنماط التي اشتغل عليها فن الاحتجاج من ملصقات وشعارات وفن فيديو وصور فوتوغرافية وأعمال أدائية.

تختلف القضايا التي يتناولها المشاركون، فكوليك مثلاً يعد أكثر الفنانين الروس إثارة للجدل اليوم، حيث يلعب هو نفسه أدوار حيوانات في أشغاله الأدائية، قد يكون كلباً أو سمكةً أو ثوراً، موضوعه هو حرية الفرد، ومن خلال تقمّص الحيوانات يحاول التعبير عن العاطفة بمفردات أولية تبدو غير مفهومة ومتلعثمة.

بعض الأعمال تحمل طابعاً نسوياً، مثل أعمال نادزيدا تولونيكوفا وماريا أليخونيا، اللتين اعتقلتا وسجنتا لمدة عامين، حيث انتقدتا سياسات الرئيس الروسي بوتين، حيث غنّتا الروك في الساحة الحمراء وقامتا بعمل فن فيديو من هذه الحفلات تميّز بالسخرية والقسوة من النظام السياسي والاجتماعي داخل البلاد.

يحضر في المعرض أيضاً بيوتر بافلنسكي الذي يطلق على أعماله "الفن السياسي"، وهو كثير العودة إلى تاريخ روسيا، يقارن وينتقد ويسخر ويفكر بصوت عال في عروض أدائية أدّت إلى تعرّضه للتهديد بالقتل، الفعل الذي قام على إثره بخياطة فمه في عرض متطرّف خرج فيه عارياً يلف على جسده الأسلاك الشائكة ويقف في الساحة الحمراء أو يزحف هكذا، وفي عمل بعنوان "أبواب ليبيانكا المحترقة" أشعل الفنان النار في باب المركز الرئيسي للقوى الأمنية الروسية ووقف أمامه بلا حراك.

يُذكر أن هذا المعرض هو سلسلة نظم منها أربعة معارض تعمل عليها القيّمة الروسية مارات غولمان، بدأت مع "كسر الجليد: فن موسكو من 1960-1980"، و"ما بعد البوب: شرق"، و"لقاء الغرب"، و"انكشافات".

المساهمون