"مهرجان المسرح المحترف": التقشّف ليس حلاً

"مهرجان المسرح المحترف": التقشّف ليس حلاً

11 ديسمبر 2017
(من مسرحية "سي الهاني" لـ عروسي ميسوم)
+ الخط -
مثّلت خطة التقشّف التي أعلنت عنها وزارة الثقافة الجزائرية العام الماضي تهديداً للعديد من الفعاليات المحلية والدولية، ومنها "المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف" الذي افتتحت دورته الحادية عشرة في مدينة سيدي بلعباس (370 كلم غرب العاصمة)، وتتواصل حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.

انتقادات عديدة أثيرت حول التظاهرة بذريعة ضعف بعض عروضها وعدم وضوح هويتها، ولم تقدّم اقتراحات لتطويرها سوى الإلغاء أو الدمج، لكن يبدو أنها نجت من ذلك عبر تخفيض ميزانتيها إلى النصف باعتبارها المهرجان المسرحي الوحيد في المنطقة.

تحمل الدورة الحالية اسم الروائي الجزائري الراحل كاتب ياسين (1929 – 1989)، والذي ترك العديد من الأعمال المسرحية البارزرة؛ من بينها: "ثلاثية الانتقام: الجثة المطوقة، الأجداد يزدادون ضراوة، مسحوق الذكاء" التي كانت حادة في انتقاداتها للمجتمع قبل ثورة التحرير وبعدها، إضافة إلى "محمد خذ حقيبتك"، و"فلسطين المخدوعة"، و"الرجل ذو النعل المطاطي".

افتتح المهرجان بعرض "في انتظار القطار الأخير" لـ أمين ميسوم عن نص للكاتب الهولندي كيم فان هاونينج يتناول فيها حياة عبثية هدفها الموت لرجل ضل طريقه وهو يستقل القطار إلى نهاية غير معلومة، وتنطوي المعالجة على سخرية حيال العديد من الظواهر والسلوكيات الاجتماعية.

أما مسرحية "ليكستا" لـ أحمد مداح فقد أعدّها عن نص "نهاية اللعبة" للكاتب الإيرلندي صموئيل بيكيت، وتصوّر انقطاع الصلة بين الشباب الجزائري واللحظة الراهنة في سياق تعاطيه مع الفضاء العام، مغيباً العقل والجسد سواء في تزايد حالات الانتحار والهجرة غير الشرعية والإدمان على المخدرات والمهلوسات ومنها حبة "ليكستا" التي استمد العمل عنوانه منها.

عملان آخران مقتبسان عن نصوص غربية، ما يشير إلى شحّ النصوص المسرحية في معظم المهرجانات العربية، حيث تُعرض "لطراف" لـ أحمد بلعالم عن نص لبيكيت أيضاً، و"سي الهاني" لـ عروسي ميسوم عن نص للكاتب الفرنسي أوجين لابيش، بينما تقدّم "العب" لـ مربوح عبد الإله عن نص "استيراد خاص" للصادق مرزوق و"أزمة بروتس" لحامد الزبيدي، و"107" من تأليف وإخراج هارون الكيلاني.

كما تعقد ندوة بعنوان "المسرح وذوو الاحتياجات الخاصة" يديرها الأكاديمي إدريس قرقوة بمشاركة طلبة قسم الفنون الدرامية في "جامعة الجيلالي اليابس"، إلى جانب مناقشات حول العروض المقدّمة يعقّب عليها الفنان عبد القادر محمودي.

المساهمون