مريم بلمقدّم.. عوالم بدئية وتشكيلات طوطمية

مريم بلمقدّم.. عوالم بدئية وتشكيلات طوطمية

06 نوفمبر 2017
(من المعرض)
+ الخط -
تفتتح التشكيلية المغربية مريم بلمقدّم معرضها "مسار فنانة 1997 – 2017" عند السادسة من مساء الخميس المقبل في "رواق باب الكبير" في الرباط، ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، وهو يضمّ مختارات تمثّل مسار تجربتها خلال عشرين عاماً.

تنتمي بلمقدّم إلى الجيل الثالث من الفنانات المغربيات، وإن تأخّر عرض أعمالها نسبياً بسبب إعاقة لازمتها منذ الطفولة، ذلك الجيل الذي بدأ ينفتح على تساؤلات تتعلّق بالهوية والحداثة ومحاولة إيجاد نماذج تتجاوز المألوف والسائد في المشهد التشكيلي.

تجتمع الأعمال المعروضة على أشكال مجرّدة عبر اعتمادها أسلوبها الخاص في التلوين، الذي يمنح لوحتها طاقة وكثافة في التعبير، وهي تذهب في تكويناتها إلى تعبيرية تجريدية تنتهج التكرار والتنويع وإظهار بعض العناصر قيد التشكّل.

تقترب بلمقدّم في بعض لوحاتها من مساحة فطرية وعفوية لكنها لا تستسلم لها، كما أنها في الوقت نفسه تستعير مؤثرات غرائبية وعجائية غير أنها لا تهيمن على التكوين النهائي، وهي بذلك تمنح تجريدها دلالات أعمق وزخماً أقوى وجاذبية مختلفة للون.

تعكس الفنانة عمق معرفتها بالعديد من التيارات المجدّدة في التجريد، عبر سعيها لاستثمار طريقة عملها في تقديم عوالم بدئية أو تشكيلات طوطمية تشير إلى بدايات الكون والخلق، سواء من خلال دفقات ملونة أو حين ترسم لوحاتها باستخدام الأصابع أو بواسطة ضربات الفرشاة العنيفة وغير المنتظمة، أو باستعمال تقنية الكولاج.

البحث في اللامرئي والفضاءات الروحانية ربما ليس متقصّداً بحدّ ذاته، لكنه يبدو مساراً يفرضه شكل من أشكال العزلة التي يعيشها الفنان مثل بلمقدّم ومحدودية تواصلها مع العالم إلا من خلال ذاكرة بصرية ممتّدة ومتشعبة، تستطيع أن تتسرّب إلى أعمالها التي تضج حيوية ولوناً.

دلالات

المساهمون