"جذور عصية الاقتلاع": الفن يقاوم النسيان
من طرابلس شمال لبنان إلى صيدا جنوباً مروراً بالعاصمة بيروت، وعلى مدى أكثر من أربعة أشهر، كانت تجري التحضيرات لفعاليات "جذور عصيّة الاقتلاع" بمناسبة مرور مئة عام على "وعد بلفور".
افتتحت التظاهرة بالتزامن مع تاريخ المناسبة في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، مساء الخميس الماضي، على خشبة "مسرح المدينة" في بيروت، حيث انطلق معرض للرسومات والصور الفوتوغرافية لأطفال من المخيمات الفلسطينية في لبنان، كما جرى توزيع كتاب لنصوص إبداعية باللغتين العربية والفرنسية هي نتاج لورش إبداعية أقامتها "مؤسسة التعاون" لفلسطينيين ولبنانيين على مدار الأشهر الماضية.
شاركت المسرحية اللبنانية نضال الأشقر في الافتتاح بقراءات لنصوص خمسة شعراء عرب؛ محمود درويش، وسميح القاسم، وفدوى طوقان، ونزار قباني، وتوفيق زياد، شاركها خالد العبد الله بالغناء والعزف على العود، وإبراهيم عقيل على الناي، وكذلك محمد عقيل بالغناء والعزف على الدف، وتميّزت الأمسية بالمزج بين الشعر وموسيقى من الفلكلور الفلسطيني.
تضمّن برنامج التظاهرة بناء "سكة الحجاز"، مع الأطفال لإعادة تصوّر طرق المواصلات بين دمشق وفلسطين، أثناء الحكم العثماني في بلاد الشام قبل تاريخ النكبة، وإتاحة تصوّر لخطوط الربط بينها باستخدام السكك الخشبية.
قبل أمسية مسرح المدينة جابت الفعاليات الإبداعية في المناطق اللبنانية شارك في إدارتها الشاعر أنطوان بولاد والصحافية بيسان طي والمصوّر شادي إبراهيم؛ وتوزّعت بين محترف الكتابة بالعربية الذي أقيم في "المكتبة العامة" في الباشورة، ومحترف الكتابة بالفرنسية الذي نظّم في "المكتبة العامة" في مونو، إلى جانب محترفي رسم في "مكتبة الشخشير" في مخيم نهر البارد، و"مكتبة علمي وسويدي" في مخيم البداوي، ومحترف تصوير فوتوغرافي في "مكتبة سهيل صباغ" في مخيم برج الشمالي، ونتاج هذه المحترفات جُمعت في كتاب ليوزّع في أمسية ختامية.
التظاهرة امتدت أيضاً إلى "دار النمر"، حيث أقيمت عروض من الرقص الفلكلوري الفلسطيني لشباب من مخيم عين الحلوة، كما قُدّم عشرون عرضاً لمسرح الشارع أدته فرقة "لبن"، التي تنقلت في العديد من المناطق اللبنانية، وعلى مداخل صيدا وطرابلس أقيمت لافتات إعلانية تضمنت أقوالاً لشعراء وروائيين من فلسطين.
من جهة أخرى، نفذت مجموعة من أطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان جدارية على سور مبنى "زيكو هاوس" وسط بيروت موضوعها "وعد بلفور".
