"عيد الكتاب": تظاهرة تفتّش عن قرّاء

تتزامن فعاليات "عيد الكتاب" في تطوان، والمتواصلة حتى العاشر من الشهر الجاري، مع إعلان اليونسكو تطوان "مدينة مبدعة"، وهذا يعني ضمنياً، بحسب بيان إعلانها أنها مدينة عتيقة تعنى بالتراث والفنون التقليدية وتسعى إلى التجديد.

"عيد الكتاب"، الذي تنعقد دورته الـ 19 تحت شعار "من أجل مجتمع قارئ"، تظاهرة مثل نظيراتها في البلاد العربية، تحاول أن تعزز فعل القراءة وتزيد الفاعلية الثقافية والاجتماعية للمكتبات، ولكن غالباً ما تكون طموحات منظميها أكبر بكثير مما تستطيع برامجها، المحدودة في الزمان والمكان والإمكانيات، أن تنفذ على أرض الواقع. 

أحد منظمي التظاهرة، المسؤول الثقافي أحمد اليعلاوي في تطوان، يرى أن "عيد الكتاب" يحاول "تكريس القراءة كسلوك يومي وإتاحة جديد دور النشر المغربية للقراء والمتتبعين"، لكن السؤال الأساسي الذي يمكن طرحه مع كل تظاهرة مشابهة هو هل ينجح منظمو هذه الأنشطة في الوصول إلى جزء من أهدافها، وهل يجري قياس فعالية هذه التظاهرات على أرض الواقع بالأرقام والإحصائيات والمقارنة؟

الافتتاح كان أمس، في ساحة الفدان الجديد وبتنظيم من "وزارة الثقافة والاتصال" و"اتحاد كتاب المغرب" و"رابطة أدباء الشمال"، مع معرض للصور الفوتوغرافية تعود أقدم محتوياته إلى أواخر الثلاثينيات، حيث أن "عيد الكتاب" أطلق أول مرة عام 1939 من قبل إدارة الحماية الإسبانية (1912-1956)، لكن ومع تزايد الاحتجاجات وفعالية الحركات الوطنية تحوّل العيد من مبادرة لتقديم الكتاب الإسباني فقط ليصبح "عيد الكتاب الإسباني العربي" عام 1950.

برنامج التظاهرة يتضمّن معرضاً للكتاب، يستضيف ستين كاتباً، يشاركون إما بتواقيع لإصداراتهم الجديدة، أو في محاضرات ولقاءات فكرية مفتوحة. كما تعرض 30 داراً ومؤسسات أكاديمية وثقافية مغربية وفرنسية وإسبانية إصداراتها.

تستعيد الدورة الحالية أيضاً الشاعرين المغربيين الراحلين مؤخراً محمد الميموني (1936-2017)، ومحمد البقالي (1927-2017).

يذكر أنه وفي الوقت الذي يقام فيه "عيد الكتاب"، تنعقد الدورة الثامنة من "المعرض الجهوي للكتاب والنشر" في مدينة الداخلة المغربية وتتواصل حتى 11 من الشهر الجاري.

يشارك في المعرض 30 دار نشر ومؤسسة مغربية، وعلى هامش أروقة المعرض برنامج ثقافي يتضمّن توقيع إصدارات كتبية و قراءات شعرية وندوات فكرية، بالإضافة إلى أنشطة موجهة للأطفال.