تاريخ الملاحة العُمانية في "سجل ذاكرة العالم"

تاريخ الملاحة العُمانية في "سجل ذاكرة العالم"

19 نوفمبر 2017
(من صفحات المخطوط)
+ الخط -
بدأ التدوين لدى البحارة العُمانيين منذ مئات السنين في توثيق لمسارات رحلاتهم وخرائط الموانئ التي ينزلون فيها وتحديد حركة الرياح وعوامل الطقوس ومعاملاتهم التجارية، لكن أولى النسخ المتوفرة تعود إلى مطلع القرن التاسع عشر، حيث جرى حفط مراجع عديدة للاستفادة منها.

"معدن الأسرار في علم البحار" من هذه المخطوطات التي تمّ اعتمادها منذ أيام في برنامج "سجل ذاكرة العالم" لدى "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو)، والتي تعدّ أبرز المؤلّفّات التي تتناول قواعد العلوم البحرية في فترة تأليفه.

يضمّ المخطوط الذي أصدرته وزارة التراث القومي والثقافة العُمانية في كتاب عام 1994، تفصيلات وشروحاً عن قيادة السفن باستخدام الآلات البحرية وحساباتها الدقيقة، ووصف البوصلة وأجزائها واستخراج مسار السفينة وخطوط الطول والعرض فيه وجداول الميل، ومطالع النجوم ورسم أشكال بعض الموانئ حسبما رأها مؤلّفه ناصر بن علي بن ناصر الخضوري (1870 – 1962).

الخضوري الذي ولد في مدينة صور، أشهر ميناء في الجزيرة العربية خلال قرون مضت، قاد العديد من السفن إلى الهند وفارس وشرق آسيا وأفريقيا، ودرس عدّة علوم مثل الرياضيات والفلك والجغرافيا والأحياء استطاع توظيفها في مهنته وكتابته، فكان ملمّاً بآلات الرصد والقياس كالبوصلة والمربع والاسطرلاب وآلة السدس (sextant) وآلة قياس سير السفينة (الباطلي).

كما رسم جداول عروض وأطوال المراسي والمعالم البحرية وقواعد حساب مساحات السفن وبعض الرسومات للمراكب القديمة المستخدمة في تلك الحقبة، ودوّن مثل غيره من الملاحين يومياته التي تصف أحوال المناخ والبحر وحركة الأمواج فيه، لمقارنتها بسنوات سابقة.

ازدهرت هذه الكتابة في صور التي توسّعت أفقياً بشكل متسارع، حيث احتضنت ميناء يستورد ويصدّر بضائع من مختلف أنحاء العالم وأحواض صناعة السفن، وورش مساندة لصيانتها إلى جانب صناعات أخرى، ما دفع القبائل المجاورة للهجرة إليها والاستقرار والانخراط في سوق العمل، فظهرت الحاجة إلى وجود ما يشبه الكتيبات الإرشادية للمساعدة في تعّلم الخبرات المتعلّقة بالبحر ومهنه.

يُذكر أن "سجل ذاكرة العالم" برنامج أنشأته "اليونسكو" عام 1992، ويهدف إلى صون وحماية التراث الذي يشمل النقوش الأثرية، والمخطوطات، والمكتبات، والمتاحف، والأرشيف الوطني، والأقراص السمعية والبصرية، والأفلام السينمائية والصور الفوتوغرافية.

دلالات

المساهمون