لا أزعم

لا أزعم

19 نوفمبر 2017
كريستينا أوسوريو / غرناطة
+ الخط -

لا أزعم أنّ لي أعداء
سوى نفسي
الأمّارة
الشقية
النائمة في سرير شقوتها
المستعدّة دائماً لبذل دمها في سبيل أصغر تُرّهة
التي لم تبقِ شُغلاً لأعدائي

لا أزعم أنّ لي أعداء سواها.


■ ■ ■


لا أزعم أنّ لي أصدقاء سوى نفسي
ولستُ من النكران في شيءٍ
فهؤلاء الذين أُفرِدُ لهم مكاني هم أيضاً نفسي
إذ أُقسّمها في نفوسٍ كثيرة
وإذ أخسرها واحدة واحدة
كما يخسر المرءُ نفسَه
فلا أزعم أن لي أصدقاء.


■ ■ ■


لا أزعم أنّ لي صاحباً
سوى هذا الخيال الساري
حين يسير على الأرض تسمّونه حلماً
وحين يسير على رأسه تسمّونه وهماً
لا أزعم أنّ لي صاحباً سواه
حلمي ووهمي وموتيَ اللذيذ في كلّ ليلة.


■ ■ ■


لا أزعم أنّ لي أهلاً
سوى الذين فقدتهم في الحروب
وفقدتهم في الهجران
وفي جنّات رضوان وفي الجحيم

لا أزعم أنّ لي أهلاً سوى هؤلاء
الضائعةِ قبورهم
المعروفةِ منافيهم
المقتولين على الشواطئ
والمنتظرين على الحدود

لا أزعم أنّ لي أهلاً سوى أهلي.


■ ■ ■


لا أزعم أنّ لي بلداً
بلدي أندلسٌ من قصائد وماء
فقدتها
وأفقدها
وبالفقدان تصير بلدي

لا أزعم أنّ لي بلداً سوى الفقدان.

المساهمون