"السحر في تونس": تفكيك الظاهرة كصناعة وانتشار

"السحر في تونس": تفكيك الظاهرة كصناعة وانتشار

16 نوفمبر 2017
(جدارية لـ إل سيد في العاصمة التونسية، 2011)
+ الخط -
يحتضن فرع "المركز العربي للأبحاث والدراسات" في العاصمة التونسية لقاءً فكرياً عند الثالثة من بعد ظهر غدٍ الجمعة لنقاش كتاب "السحر في تونس من أجل السلطة والمال والجنس" لمؤلّفه سعيد الحسين عبدولي، حيث يقدّم الباحث والأكاديمي المنصف وناس ورقة حوله.

العمل الصادر حديثاً عن "دار المتوسطية للنشر" بعد سبعة أعوام من البحث، يطرح إشكالية مركزية عبر الإجابة على سؤال: إلى أيّ مدى يمكن اعتبار السحر والشعوذة ظاهرة اجتماعية، باعتبارها تجمع طرفين اجتماعيين: المشتغل والمستفيد؟

يتقصّى الباحث أبعاد الظاهرة السحرية حرّكتها في سياقٍ سوسيو-أنثروبولوجي انطلاقاً من المجتمع التونسي، من خلال التركيز على الجانب العلائقي بين الفاعل الاجتماعي والصناعات السحرية والشعوذية وما تخفيه من مواقع حيرة، ومحاولة تفكيك الظاهرة وما يحيط بها من تساؤلات متباينة ارتبطت بتطلعات الأفراد داخل المجتمع وهي شديدة التشابه بين كل بلدان العالم العربي والذي منه تونس التي اختار المؤلف أن تكون عينة الدراسة منطقة سيدي علي بن عون.

اعتمد الباحث على المنهج الكمي والكيفي، بأدوات الملاحظة والمعاينة والمحادثة والاتصال المباشر والاستبيان والاستمارة من خلال طرح أسئلة على عينة مختارة، فهو بحث ميداني يقوم على الاتصال المباشر مع بعض ممتهني الشعوذة والسحر ومجموعة من الناس التي ترتاد أماكن السحرة.

يشتمل الكتاب على ثلاثة أبواب؛ الأول بعنوان "السحر والشعوذة" وفيه فصلان هما "التأسيسات النظرية"، و"تاريخية الظاهرة السحرية وعلاقتها بالدين"، والثاني بعنوان "السحر والشعوذة من خلال المعيش اليومي: التاريخ والمظاهر والتعبيرات"، ويضمَ فصلين أيضاً "تصنيفات الظاهرة السحرية" و"العوامل السوسيوثقافية وراء انتشار ظاهرتي السحر والشعوذة".

أما الباب الثالث فيحمل عنوان "الأبعاد الاجتماعية والثقافية لظاهرتي السحر والشعوذة في المجتمع التونسي"، ويتضمّن ثلاثة فصول هي: "تجليات الظاهرة السحرية في المجتمع التونسي"، و"الوصفة السحرية: بعض التأملات العامة في من خلال تمثلات المستفيدين والمشتغلين"، و"الصناعات السحرية والمؤسسات الاجتماعية الحديثة في تونس: الحدود والتناقضات".

يخلص عبدولي إلى أن السحر في المنطقة العربية يشكّل ظاهرة يتداخل فيها البعد الوجودي بالبعد الاجتماعي، فهو قناعة وإيمان واعتقاد عند البعض ووسيلة وطريق لتغيير الواقع وتحسين الحال عند البعض الآخر، وهنا يكمن الفرق بين الممارسة السحرية في الدول الغربية التي هي في الغالب تسلية ورغبة في معرفة المستقبل.

المساهمون