جورج الفار.. عن الفن كأداة للتقدّم

جورج الفار.. عن الفن كأداة للتقدّم

14 نوفمبر 2017
مهنا الدرة/ الأردن
+ الخط -
"الجمال والفن" عنوان المحاضرة التي يلقيها أستاذ الفلسفة والباحث الأردني جورج الفار (1958) عند السادسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء في "الجمعية الأردنية للتصوير" في عمّان، ويسلّط الضوء فيها على الفنون ومنها التصوير وعلاقتها بالزمن والوعي ودلالاته المتغيّرة.

يعود صاحب كتاب "خرجت على القطيع" (2017) في ورقته المقدّمة إلى نظرة أرسطو إلى الجمال باعتباره قضية هندسية والفن بوصفه محاكاة للطبيعة في قوله "الجمال نسبة وتناسب وانسجام"، وهو ما تطوّر في سياقه الزمني والمعرفي حين يشير كانط إلى أن "الفن عمل يتأسّس على الوعي والتفكير وتحديد الغاية".

ويبيّن الفار أن المنظور الفلسفي للفن استقرّ على أن الجمال حكم يُعلّم ويُطوّر، وأن الذائقة الحسية تزداد عند الإنسان والمجتمع بالتعلّم والممارسة، مستشهداً بـ "مدرسة فرانكفورت" التي نقدت التنوير الأوروبي فلم تهتمّ بالفن كرمز أو مرآة للواقع، بل كآلية لتمرير الوعي الذي قد يكون إيجابياً أو سلبياً، فالفن والموسيقى بالذات، وفق فلاسفتها، يمكنهما أن يكونا أداةً لإثارة الوعي.

في هذا السياق، يحضر مفهوم "قوة التقدّم المجتمعي" لدى الفيلسوف الألماني تيودور أدورنو (1903 – 1969)، الذي رأى بحسب الفار أن "الفنون تتخلّلها حقيقة غير ملموسة بحاجة إلى تفسير فلسفي"، وأنها "مستقلّة وترفض الواقع القمعي، وتهدف إلى إيقاظ الوعي وصولاً إلى إقامة وعي اجتماعي بديل".

ينتقل صاحب كتاب "حديقة راهب" (2011) من فكرة صدمة الوعي من خلال الفن، إلى تنظيمه في ظلّ الرأسمالية واحتكاراتها للمنتج الثقافي والعلمي، إذ تمارس عملية حيث ينزع الفرد إلى أن يكون جزءاً من الجموع والسائد، فينعدم الموقف النقدي وحينها يصبح الإنسان غير مسؤول عن أفعاله وطريقة استيعابه وإدراكه للعالم، ويتصرّف بحسب الضغوطات الاجتماعية والتقاليد القائمة في الدوائر والمجتمعات التي ينتمي إليها.

ينوّه الفار إلى أن الرأسمالية عمّقت صناعة الثقافة التجارية الاستهلاكية ورسّختها كطريقة حياة وثقافة مهيمنة عبر تداخلها بالنشاط السياسي، الذي أنتج بدوره فرداً مقموعاً مستلباً في مجتمعات غير ديمقراطية، لافتاً إلى أن الرأسمالية لم تنجح في تخطّي الوعي المفوّت والقديم إلى وعي مجتمعي جديد.

المساهمون