"أفريقيا للضحك": وجه آخر للأزمات والحروب

"أفريقيا للضحك": وجه آخر للأزمات والحروب

29 أكتوبر 2017
(مامان من النيجر في أحد عروضه)
+ الخط -
يشهد المغرب مثل غيره من بلدان القارة السمراء فعاليات عدّة متخصّصة في الكوميديا، لكنها المرة الأولى التي ينطلق فيها مهرجان "أفريقيا للضحك" من الدار البيضاء الخميس المقبل لترتحل عروضه إلى مدن مغربية قبل أن تعبر الحدود إلى عدّة مدن أفريقية وتُختتم في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر المقبل في العاصمة الغابونية؛ ليبروفيل.

تهدف التظاهرة إلى "التقاء 27 فناناً يقدّمون القضايا المعاصرة للمجتمع الأفريقي في قالب فكاهي لبق"، بحسب المنظّمين الذين يستضيفون مشاركين بتجارب متنوّعة ومختلفة في أساليبها وطروحاتها لتنتقل بهم إلى مراكش وطنجة وفاس والداخلة، ثم يكملون في السنغال وساحل العاج وبوركينافاسو.

رغم ازدهار مهرجانات الكوميديا في معظم بلدان القارة، لكن الملاحظ أن معظم صنّاعها يشتهرون في فرنسا وأوروبا ثم يعاد استقبالهم في بلدانهم كمشاهير، وهم في الغالب يقيمون في الغرب ما يعني أنهم يؤلّفون كوميديا تستهدف جمهوراً بعينه وتنتظر تفاعله، وهو بالتأكيد ليس من مواطنيهم ومواطني أفريقيا عامة.

من بين الفنانين المشاركين؛ فيل داروين من الكونغو والذي بدأ تجربته في التأليف والتمثيل في مسرحيات كوميدية من 2005 ومن أبرز أعماله "صنع في أفريقيا"، ويحضر من ساحل العاج كلّ من ميشيل غوهو الذي ظهر على المسرح مطلع الثمانينيات إلى جانب عمله في مهن عدّة قبل أن ينضمّ إلى فرقة "غيغنولز أبيدجان" ويصبح أبرز الفنانين في بلاده، وجويل الذي يجمع بين الموسيقى والمسرح والغناء ويركّز في أعماله الطفولة المهمّشة في البلدان الأفريقية حيث نشأ فقيراً و"تمكّن أن يضحك على كل شيء؛ حين تعلم كيف يضحك على كل شيء" كما يقول في إحدى مقابلاته.

كما يشارك مامان من النيجر الذي ترك دراسة الطب وتوّجه إلى الكوميديا كما له تجربة في كتابة أفلام قصيرة عن قضايا أفريقية راهنة مثل انتشار مرض الإيدز ويكتب مقالات ساخرة في الصحافة الفرنسية، وياس السينغالي من أصل لبناني وتوجّه لدراسة المسرح في باريس حيث أقام فيها مسرحه الخاص الذي تحضر عليه قضايا القارة السمراء وأبرزها الهجرة والدكتاتوريات والحروب، أما عمر ديفونزو من الغابون فبدأ حياته بكتابة الأغاني قبل أن يصعد المسرح ويشتهر في فترة قياسية مكّنته من تأسيس شركة إنتاج ومهرجان للكوميديا في عام 2008.

من تونس، تقدّم سامية أوروسمان التي تقيم في فرنسا مسرحيات حول التطرّف من خلال نظرة تتناول الموضوع في مستويات متعددّة لا تغفل العوامل الاقتصادية والتحولات الاجتماعية داخل المجتمع الفرنسي، ويحضر من المغرب أمين راضي الذي يسلّط الضوء في أعماله على عدد من المشاكل الاجتماعية مثل التمييز وعدم المساواة والفقر، بينما يمزج عبد الرحمن أوعياد الملقّب بـ"إيكو" بين الغناء والتمثيل المستمّد من ثقافة منطقة الريف المغربي.

دلالات

المساهمون