"السينما تنظر إلى نفسها" بعين صامويل بيكيت

"السينما تنظر إلى نفسها" بعين صامويل بيكيت

28 أكتوبر 2017
(صامويل بيكيت)
+ الخط -
"السينما تنظر إلى نفسها"، عنوان تظاهرة ينظمها "مركز الفيلم البديل/ سينماتيك" في القاهرة عند السابعة من مساء اليوم وغداً من خلال عروض أفلام تمثل انعكاساً لسؤال "كيف ترى السينما نفسها؟"، كما يقول المنظمون في بيان التظاهرة.

يعود برنامج التظاهرة القصير إلى "إجلب لي رأس تيم هورتون" للمخرج الكندي غاي مادين (1956)، والذي ظهر عام 2015، حيث يعتبر الفيلم من الأعمال القصيرة (31 دقيقة) الكوميدية الغرائبية التي تسخر من صناعة صور الحرب في أفغانستان، وكذلك تسخر بشكل أساسي من صناعة السينما التجارية التي تتناول الحرب.

يعتمد "إجلب لي رأس تيم هورتون" على فكرة أطلق عليها النقاد "حصان طروادة" الذي ابتكره مادين، حيث يذهب المخرج إلى كواليس مجموعة من الأفلام المتخيلة عن الحرب، ليسخر من كيفية عملها ويستكشف مع المتفرج ما يحدث حقاً لإنتاج هذه النوعية من الأعمال.

أما الفيلم الثاني، فهو من إنتاج عام 1965، ومن كتابة المسرحي الإيرلندي صامويل بيكيت (1906-1989) وإخراج الأميركي آلان شنايدر (1917-1984)، ويحمل عنوان "فيلم". وقد كان حلم بيكيت الذي لم يتحقق أن يلعب دور الشخصية الأساسية شارلي شابلن، لكنه أوكل أخيراً إلى بوستر كيتون (1895-1966)، ليصبح هذا الدور التاريخي آخر ما قدّم للسينما.

الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز وصف العمل بأنه "أعظم فيلم إيرلندي"، وقد أصبح أحد الأعمال التي يدرسها صنّاع السينما والنقاد في المؤسسات الأكاديمية، وفيه تتحرك الشخصية المهووسة بأن لا يراها أحد، بين ثلاثة أماكن: الغرفة والدرج والشارع، من هنا يجري إدراك العالم المحيط عبر عين الكاميرا معظم الوقت، وأحياناً من خلال عين "أو" (اسم الشخصية) الذي يتحول إلى شيء تلاحقه الكاميرا، وهو يفعل ما بوسعه لكي لا تتم ملاحظته.

وكما أصبح معروفاً، فإن الفيلم كان محاولة من بيكيت للاشتغال على مقولة الفيلسوف الإيرلندي بيركلي "أن تكون يعني أن يتم إدراكك"، غير أن صاحب "في انتظار غودو" يتجاهل الكلمة الأخيرة في العبارة وهي "أن تكون يعني أن يتم إدراكك أو أن تدرِك"، محولاً الإنسان إلى موضوع أو شيء واقع تحت سلطة الملاحظة والمراقبة.

وعلى الرغم من أهمية استعادة الفيلمين وعرضهما، لكن سؤال "كيف ترى السينما نفسها" يمكنه فعلاً أن يتحول إلى تظاهرة تقدّم تجارب مختلفة حاولت الإجابة عن السؤال نفسه، بحيث لا تقتصر على تقديم إجابتي شنايدر ومادين، بل تتسع وتشمل نماذج من أفلام آسيوية وهندية وشرق أوروبية بل وعربية حاولت أن تبحث في الأمر نفسه، ويمكن الوقوف عندها.

المساهمون