"رجل الثلج المبني للمجهول": كيف تستفيد من جثة

"رجل الثلج المبني للمجهول": كيف تستفيد من جثة

24 أكتوبر 2017
(من تدريبات العرض)
+ الخط -
يختار المخرج والكاتب المسرحي السوري عمر بقبوق أن يعود إلى 2011، ثم يختار أن تكون شخصياته أربعة أفراد في الجيش السوري، المكان هو حاجز عسكري، والزمان هو شتاء ذلك العام، وأول مرة ينزل فيها الثلج بعد الثورة، والأربعة يتأهبون للذهاب في أول إجازة لهم من أشهر.

هذه هي بنية النص الأساسية للعرض المسرحي "رجل الثلج المبني للمجهول"، الذي ينطلق على خشبة "مترو المدينة" مساء 31 من الشهر الجاري، ويتواصل عرضه حتى 14 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

ورغم أن النص كتب بين عامي 2013 و2014، إلا أن تنفيذه لم يكن ممكناً، يشرح بقبوق في حديث لـ "العربي الجديد"، أن المسرحية تأخرت عن الخشبة بالنظر إلى صعوبات الحصول على تمويل مناسب لعرض يحتاج إلى كثير من التفاصيل، إلى أن تلقى هذا العام الدعم من "المركز العربي للتدريب المسرحي".

وعن موضوع العمل يضيف "بين العساكر الأربعة واحد يفكر في الانشقاق وآخر يموت من البرد، فيبدأ الجميع بالتفكير في طريقة لاستثمار هذا الموت، فكل موت هو مكسب لجهة مختلفة".

من خلال التمثيل بالجثة وتصويرها كل مرة بالفيديو بطريقة مختلفة، ومن خلال هذه العلاقة مع الموت يحاول المخرج اكتشاف آليات صناعة الضحية والشهيد والبطل والثائر.

يستوحي بقبوق عنوان المسرحية من المجندين في الجيش السوري، الذي لم ينضموا إليه طواعية ولكنهم أجبروا على البقاء فيه، ليبدو كل واحد منهم كما لو كان رجل ثلج وُضع في العراء ليذوب وحده، بانتظار المجهول.

يعود مخرج مسرحية "سرير طابقي" إلى اللحظة التي تحولت فيها سورية إلى "دولة عسكرية بلا ملامح أخرى"، كما يقول "وكيف تتغير العلاقات مع اللغة والموت والمكان في الحرب".

يبيّن بقبوق أن البداية التي انطلق منها في صناعة هذه المسرحية كانت من استخدامات اللغة، "بدأنا بمصطلحات أعدنا تركيبها، مرحلة تكوّن القصص وكيف تستخدم كل جهة إعلامية القصة وما هي التعابير التي تستخدم لإخبارها، وكيف صار من الممكن معرفة توجهات الشخص السياسية من تعابيره".

يقول بقبوق إن النص، الذي شاركت في إعداده مسرحياً الدراماتورج والمخرجة اللبنانية لينا أبيض، قد يواجه إشكالية العلاقة بين المتفرّج اللبناني وبين العسكري السوري، نظراً للتاريخ العنيف في فترة وجود الجيش السوري في لبنان، من هنا اكتفى بقبوق بصعوبة الموضوع نفسه وما يحمله من استفزاز، ليخفف من وطأة استقبال هذه الشخصيات بأنه ألبسها ملابس ألعاب، وجعلها تتحرك بمنطق اللعبة.

المساهمون