"الفن الإسلامي في مواجهة التطرف": صور نمطية

"الفن الإسلامي في مواجهة التطرف": صور نمطية

22 أكتوبر 2017
منير شاهرودي فرمانفرمائيان/ إيران
+ الخط -
تعكس المحاولات العربية في عقد ملتقيات حول الفن الإسلامي وتأسيس متاحف ومعارض تمثّله، التباساً في تعريفه وتحديد أسس تصنيفه وتحقيبه زمانياً، وفي الرسائل التي يرغب منظّمو هذه التظاهرات إيصالها، والمتعلّقة عادة في تقديم صورة عن انفتاح الإسلام وتنوّعه الحضاري إلى آخر لديه تصوّرات متناقضة عادة.

في هذا السياق، أعلنت "مكتبة الإسكندرية" عن افتتاح مؤتمر دولي بعنوان "الفن الإسلامي في مواجهة التطرّف" بالتعاون مع "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" (الإسيسكو) و"اللجنة الوطنية المصرية للمتاحف" في الحادي والعشرين من آذار/ مارس المقبل لمدة ثلاثة أيام.

جرى نحت مصطلح الفنون الإسلامية في إطار نظرة استعمارية غربية خلال القرن التاسع عشر اعتبر أنه نتاج ثقافي لمجموع القوميات التي تسكن من أقصى الشرق الآسيوي إلى أقصى الغرب الأفريقي عبر 1400 عام، وهو ما يتفق مع رؤية المؤتمر التي تقول إن "الفن الإسلامي نشأ معبراً عن حب المسلمين للجمال مطلقاً عبر إنتاجه تعبيراً جديداً عن الثقافة التي نشرها الإسلام من الصين إلى الأندلس".

ومع أن بيان المنظّمين يشير إلى تفاعل هذه الثقافة الإسلامية الجديدة مع غيرها إلا أن ما فاتهم فات غيرهم، وهو هل تُنسب هذه الثقافة الجديدة إلى "الدين الإسلامي"؟ وهو تصنيف يستبطن نظرة الآخر الأوروبي تحديداً إلينا، إذ لا يعقل أن ينتمي كل ما أنتجه الملايين من فنٍ في جغرافيا تفوق ملايين الكيلومترات المربعة خلال 14 قرن إلى دين بعينه.

الفنون التي تقترن بالأديان في ثقافات أخرى تشير عادة إلى أنتجته من معابد على وجه الخصوص، فلا يجري نسبة بيت أو قصر أو سوق إلى الفن المسيحي الذي يصف أيقونات وزخارف وأنماط بناء بعينها داخل الكنيسة وتعبّر عن عقائد وميثولوجيا محدّدة، وهو ما ينطبق على الفن الهندوسي أو البوذي وسواهما.

حين يصل الأمر إلينا فقط، فعلينا أن نعتبر اعتباطاً ومن دون إعادة نظر في المصطلح وسياقاته في أن كلّ ما أُنتج من عمارة وأثاث وزخارف وأنسجة وسجاد وثياب وأوانٍ ورسم ومجوهرات هو إسلامي؟ وأن يحمل بيان المؤتمر الذي يعبّر عن مؤسسة ثقافية في بلد عربي إسلامي عبارة ""حب المسلمين للجمال" فهل يفترض بهم أن يختلفوا عن غيرهم من أتباع الديانات؟

ثم يذهب واضع البيان إلى اعتبار "صناعة الخزف بديلاً عن استخدام أواني الذهب والفضة، والأرابيسك والزخارف النباتية بديلاً عن تجسيم الأحياء، والخط بديلاً عن التصوير بأنها تمثّل ابتكاراً"، فهل تأتي هذه الديباجة في خانة التبرير في إطار إعادة قراءة التاريخ الذي يقول بخلاف هذه المقولة المكرّسة، أو إنها إمعان في ترسيخ مفهوم وأدواته؟

لا تختلف الأهداف المفترضة للمؤتمر عن التعريفات السابقة، إذ تتضمّن "نشر الكتابات التي تعكس روح الفن الإسلامي التي أنتجت منتجات للحجاج المسيحيين في القدس، واستوعبت الروح الوطنية بروح جديدة"، أو "بث حب الحياة والجمال عبر المنتج الفني للفن الإسلامي، ضد ثقافة الكراهية والحقد"، مع إعادة معزوفة لم تغب عن ملتقيات ثقافية عربية خلال السنوات الأخيرة، وهي: "السعي إلى دعم المناطق التي نُكبت تراثياً بسبب المتطرفين سواء في العراق أو سورية أو اليمن أو أفغانستان، مع إطلاق نداء دولي لإنقاذ تراث هذه الدول ومنع الاتجار فيه".

المساهمون