قيس الزبيدي: قصة فلسطين والسينما

قيس الزبيدي: قصة فلسطين والسينما

20 أكتوبر 2017
(مشهد من فيلم "بعيداً عن الوطن"، 1969)
+ الخط -

تحت عنوان "السينما المبكرة في فلسطين" يلقي المخرج العراقي قيس الزبيدي (1948)، محاضرة عند السادسة والنصف من مساء الثلاثاء، 24 من الشهر الجاري في "دارة الفنون" في عمّان.

يتناول الزبيدي أحد مواضيعه الأثيرة، التي ألّف عنها كتابه "فلسطين في السينما" الصادر عام 2006، وهو عمل مرجعي يوثّق التجارب السينمائية التي تناولت القضية على مختلف مراحل الصراع.

جمع الزبيدي الأفلام الفلسطينية التي تحدثت عن فلسطين خلال تسعين عاماً، تبدأ مع وعد بلفور وتنتهي عام 2005، حيث ضمّ الكتاب 800 فيلماً، جرى جمعها للمحافظة على الأرشيف السينمائي الفلسطيني الذي تعرض لأكثر من نكسة، خاصة أيام اجتياح بيروت عام 1982، وهي التجربة التي ستركز عليها محاضرة الزبيدي المقبلة، حيث تمكّن من إنقاذ جزء من هذا الأرشيف.قيس الزبيدي

صنع الزبيدي عدة أفلام عن فلسطين، من بينها "حصار مضاد"، عام 1978، وحاز عنه الجائزة الرئيسية في مهرجان "أوبرهاوزن"، وهو فيلم شجاع إذ يحاول صياغة خطاب جديد في رؤية الصراع العربي الصهيوني بعد عام 1973، وبداية الحديث عن اتفاقيات سلام.

أما عمله التسجيلي الطويل "فلسطين.. سجل شعب"، الذي أنجزه عام 1984، فقد جمع وثائق بصرية نادرة وحيوية، وسجل عدداً من الحوارات والشهادات مع شخصيات وأعلام ورواد فلسطينيين لم يعد كثير منهم بيننا الآن.

عن فلسطين أخرج الزبيدي عدة أفلام تنظر إلى القضية من عدة زوايا: المجازر، المخيمات، المنافي...إلخ ومن بين هذه الأعمال: "بعيداً عن الوطن" و"شهادة الأطفال الفلسطينيين في زمن الحرب" و"وطن الأسلاك الشائكة" و"ملف مجزرة" و"صوت الزمن الصامت".

كما خاض الزبيدي تجربة لتأسيس مركز سينمائي أرشيفي فلسطيني بدعم أوروبي، لكنه مشروع لم يكتمل.

يذكر أن فلسطين عرفت تجارب سينمائية مبكرة جداً تعود إلى الثلاثينات، من بينها تجارب إبراهيم حسن سرحان الذي أسس "ستوديو فلسطين" وأخرج فيلماً وثائقياً قصيراً وآخر روائياً طويلاً عام 1935، وأحمد حلمي عبد الباقي وأحمد الكيلاني.

وبالرغم من الشتات إلا أن السينمائيين الفلسطينيين والعرب وبعض الأوروبيين أدركوا أهمية الفن السابع في توثيق تاريخ فلسطين وثورتها، من هنا جرى إنشاء مؤسسات إنتاج، ارتبطت بمجملها بالثورة، منها "مؤسسة السينما الفلسطينية" و"وحدة السينما" و"جماعة السينما الفلسطينية"، وكان المخرجان مصطفى أبو علي (1940 -2009) وهاني جوهرية (1939-1976) أبرز من عمل في صناعة الفيلم الفلسطيني آنذاك.

المساهمون