الجزائر 2016: وعود مستحيلة وتظاهرات بلا جمهور

الجزائر 2016: وعود مستحيلة وتظاهرات بلا جمهور

07 يناير 2017
(جسر سيدي رشيد في مدينة قسنطينة، تصوير: ميشيل سيتبون)
+ الخط -

بين وعود لم تتحقّق، وتظاهرات وصفت بالفشل، وغياب لسياسة ثقافية واضحة، تراجع المشهد الثقافي في الجزائر عام 2016 على نحو لم تعرفه حتى "العشرية السوداء" التي عصفت بالبلاد في تسعينيات القرن الماضي، وهو واقع ساهم فيه بشكل أساسي غياب تصوّر واضح للفعل الثقافي وانعدام سياسات عامة لإدارته، وهو ما تشير إليه التعيينات العشوائية في المناصب الرسمية، وفشل معظم التظاهرات التي رصدت لها ميزانيات ضخمة، على غرار "مهرجان الفيلم المتوسطي" في عنابة و"قسنطينة عاصمة الثقافة العربية".

في 2016 أطلق وزير الثقافة وعوداً عديدة وصفها العارفون بالواقع الثقافي في الجزائر بالمستحيلة، ففي هذه السنة تراجعت ميزانية وزارة الثقافة بأكثر من 40%، وانتهى العام دون إنشاء مدينة سينمائية كاملة، وهي من أبرز المشاريع التي لم تستطع أن تنفذها الوزارة في سنوات "البحبوحة المالية".

وخلافاً لتطمينات سابقة ببقائه، فوجئ السينمائيون بإلغاء "مهرجان الفيلم العربي" في قسنطينة، كما لم يلتزم الوزير بإجرائه تغييرات جذرية على مستوى كفاءات وهيكلة وزارة الثقافة، لكنه تراجع عنها ليُبقي على نفس الوجوه مع استثناءات قليلة، لا تقدّم أي دفع لقطاع الثقافة.

كما لم تُنفّذ معظم بنود الخطة التي أُعلن عنها عند انطلاق تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، رغم توفّر الميزانية المخصّصة لها والتي فاقت السبعة ملايين دينار جزائري، فعلى عكس الحصيلة الإيجابية التي تدّعيها الأرقام الرسمية، مضى العام من غير أثر يذكر حتى بالنسبة إلى سكّان مدينة قسنطينة، رغم أنه كان يفترض أن تكون حدثاً عربياً، غير أن معظم الفاعلين في الحقل الثقافي اعتبروها تظاهرة بائسة، لم يستطع القائمون عليها تحقيق أي هدف من أهدافها بسبب حالة القطيعة بين سكان المدينة وبرنامج "العاصمة"، إلى درجة أن معظم تظاهراتها نُظّمت بلا جمهور يذكر.

الفشل نفسه كان حليف "مهرجان الفيلم المتوسطي" في عنابة، وهو ما كان متوقعاً بسبب تجارب سابقة لمديره المخرج سعيد ولد خليفة، الذي أخفق قبل ذلك في إدارته لـ "مهرجان وهران السينمائي" عام 2015، لتكافئه الوزارة عن تقصيره بتعيينه مسؤولاً عن ثاني أبرز مهرجان سينمائي في الجزائر.

على المستوى الإبداعي، تناولت وسائل الإعلام الجزائرية قضية أحلام مستغانمي وترجمة روايتها "ذاكرة الجسد" إلى اللغة العبرية بالتعاون مع دار نشر إسرائيلية، وهي الفضيحة التي دفعت مستغانمي إلى محاولة توريط مواطنها الروائي واسيني الأعرج في الأمر، وهو ما استهجنه الأخير في أكثر من تصريح له.

كما شهدت 2016 تتويجاً لعدد من الكتّاب الجزائريين بجوائز محلية وعربية، حيث حاز الناقد والمترجم إبراهيم صحراوي "جائزة ابن خلدون سنغور للترجمة" في تونس عن ترجمته كتاب "فلسفات عصرنا" للفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا دورتيي، وفاز ناصر سالمي بـ "جائزة كتارا للرواية العربية المخطوطة" عن روايته غير المنشورة "الألسنة الزرقاء"، ونال كلّ من سمير قسيمي وليندة كوداش وجمال ماتي "جائزة آسيا جبار للرواية".

دلالات

المساهمون