إسبانيا 2016: مئوية ثيربانتس الرابعة وتحيّة إلى المعرّي

إسبانيا 2016: مئوية ثيربانتس الرابعة وتحيّة إلى المعرّي

07 يناير 2017
(أداء لـ"دون كيخوته" في مترو مدريد، تصوير: كارلوس ألفارس)
+ الخط -

حملت السنة التي ودّعناها قبل أيام عنوان المئوية الرابعة لرحيل ميغيل دي ثيربانتس (1547 -1616). المَعارض التي أقيمت في إسبانيا من أجل هذه المناسبة، والفعاليات الثقافية في المتاحف والمكتبات والدور الثقافية، أكثر من أن تُحصى، وكانت بالطبع فرصة ثمينة للتشجيع على قراءة "دون كيخوته".

كان آخر هذه المعارض في "متحف الجيش"، تحت عنوان لا يخلو من الطرافة "ثيربانتس، شاعراً وجندياً"، وقد عرضت فيه حوالي أربعمئة قطعة بين رسوم ونقوش وأوراق وسيوف ورماح ودروع، تعودُ إلى ثيربانتس وإلى الزمن الذي عاش فيه. ولكن لو عدنا إلى الوراء مائة سنة، لوجدنا احتفاء صحافياً أكبر بالمئوية الثالثة لمؤسس فنّ الرواية، إذ أفردت الجرائد آنذاك صفحاتها الأولى لصورة ثيربانتس، وبعضُها، مثل "إل ليبيرال" و"أخبار إشبيلية"، نشرت خبر نصب عشرين شاهدة قبرٍ في الأماكن "الثيربانتسية" تكريماً لذكرى وفاته.

شهدت 2016 أيضاً المئوية السابعة لوفاة رامون يول، الفيلسوف والشاعر وعالم اللاهوت الكتلاني صاحب الفضل الأكبر في ترسيخ استخدام اللغة الكتلانية المكتوبة؛ كما صادفت مئوية ولادة كلّ من الروائي كاميلو خوسيه ثيلا، الحاصل على نوبل الأدب (1989)، والمسرحيّ أنطونيو بويرو باييخو.

أما على صعيد النشر في إسبانيا، فلم يتناقص عدد الكتب المنشورة كثيراً، رغم الركود الملحوظ في اقتناء الكتب. لا يزال الناشرون يراهنون على القارئ سنة بعد أخرى، بعزيمة قوية، وإن لم يكن هناك أحد يأمل في انفراج قريب.

بعيداً عن الكتّاب المكرّسين، لاقت رواية "وطن" لـ فيرناندو أرامبورو استحسان النقاد واستقبالاً جيداً لدى القراء. في القصّة القصيرة، هناك مجموعة "خطٌّ رديء" لـ سارة ميسا، الروائية والقاصّة التي اشتُهرت بعد روايتها "ندبة" على الأخصّ.

أما في الشعر فلا يتّسع المجال لذكر الأسماء الكثيرة والجديرة بالقراءة، رغم الشكوى الدائمة من محدودية انتشار الشعر وقلّة قرّائه؛ ولعلّ أنطولوجيا الشعر الإسباني المعاصر (1978 -2015) التي أعدّها الشاعر بيثنتِه لويس مورا، هي المختارات الشعرية الأكثر تميّزاً هذه السنة.

وإذا استطلعنا الترجمات من اللغة العربية فقد تكون الأبرز هي الترجمة الجديدة لـ "ألف ليلة وليلة"، التي أنجزها سالبادور بينّيا وأنفق فيها أكثر من سبعة أعوام باحثاً ومترجماً، كما تَرجم أيضاً ديوان "سِقْط الزَّند" للمعرّي، ضمن إطار مختاراتٍ من كلاسيكيات الأدب العربي تشرف عليها مدرسة المترجمين بطليطلة.

إلى جانب ذلك، شهدت متاحف إسبانيا معارض فنية مثل معرض المئوية الخامسة لـ هيرونيموس بوش، في متحف "إل برادو" بمدريد؛ ومعرض متحف "ثيسين" لمجموعة من أبرز الرسامين والنحّاتين الإسبان الذين عملوا في مدريد خلال الخمسينيات مثل أنطونيو لوبِّث، وإيسابيل كينتانِيِّا، وماريّا مورينو وغيرهم.

يبقى أن المسرح يشهد تراجعاً خلال السنوات الأخيرة، وكانت مسرحية "الحرائق" قد تربّعت على قمة نجاحات العام الفائت، وهي عملٌ لوجدي معوّض، الكاتب المسرحي الكندي من أصلٍ لبناني. بالمقابل، شهد إنتاج السينما الإسبانية انتعاشاً طفيفاً، وغصّت شبابيك التذاكر بالجمهور لحضور أفلام إسبانية مثل "مساء للغضب" لـ راوول أريبَلو، و"خولِيتا" لـ بيدرو ألمودوبار.

وأخيراً الموسيقى، فقد لاقى الفلامينكو التجريبي اهتماماً لافتاً، بخاصّة أعمال عازف ومغنّي الفلامنكو، نينّيو دي إلتشِه، وكذلك ألبوم "دوموس" للمغنيّة الكتلانية سيلفيا بيرِث كروث.

المساهمون