"مهرجان الفنون الملتزمة": الدورة الأولى ولعلها الأخيرة

"مهرجان الفنون الملتزمة": الدورة الأولى ولعلها الأخيرة

15 يناير 2017
(سامي حواط)
+ الخط -
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت الأغنية الملتزمة طبقاً رئيسياً في الذائقة الموسيقية، مع تعدّد التجارب في بلدان عربية كثيرة مثل مصر ولبنان وتونس والعراق والمغرب. بعد ذلك انطفأت الظاهرة شيئاً فشيئاً وتفرّقت معظم التجارب أو اتخذ المساهمون فيها مسارات أخرى.


تعدّد التظاهرات التي تعنى بهذه الفئة الغنائية في السنوات الأخيرة يكشف اعتمادها على ما أنتج في تلك الفترة أساساً، وهو ما يشير الى انحسار متواصل للأغنية الملتزمة بتصوّرها القديم. سنجد شيئاً من ذلك ونحن نطالع برنامج الدورة الأولى من "مهرجان الفنون الملتزمة" ضمن فعاليات "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" والتي انطلقت أمس بالتزامن مع الذكرى السادسة للثورة التونسية وتختتم غداً.

كان عرض الافتتاح قد أقيم في ساحة الفنون في وسط مدينة صفاقس من خلال حفل "فرقة الكرامة" التونسية التي يعود تأسيسها إلى 36 عاماً، وتلاه حفل شارك فيه الأزهر الضاوي و"مجموعة سيد درويش" من تونس.

لا يتضمّن برنامج اليوم الثاني أي حفل موسيقى، إذ لا نجد فيه سوى مائدة مستديرة بعنوان "الفنون الملتزمة: إبداع ورسائل"، فيما يختتم المهرجان غداً بحفل الفنان اللبناني سامي حواط.

لا يفسّر هذه البرمجة الفقيرة انحسار ظاهرة الأغنية الملتزمة فحسب، بل كذلك طريقة تنظيم التظاهرات ضمن "صفاقس.. عاصمة الثقافة العربية 2016"، حيث اتسمت معظم المهرجانات التي تتابعت إلى حدّ الآن بالارتجالية (لم يصرّح ببرمجتها إلا في آخر لحظة) وقلة الابتكار، بل يمكن أيضاً ملاحظة تزامن المهرجانات المنظمة مع أحداث ثقافية أو سياسية تشهدها تونس بشكل عام إذ يتزامن "مهرجان الفنون الملتزمة" مع إحياء الذكرى السادسة للثورة التونسية، كما تزامن "مهرجان المسرح العربي" (تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي) مع احتضان تونس العاصمة لـ "أيام قرطاج المسرحية".

ملاحظة أخيرة، إذا تم الإعلان بأن الدورة الحالية من "مهرجان الفنون الملتزمة" هي الدورة الأولى، هل نأمل أن تكون ثمة دورات ثانية وثالثة ورابعة؟

المساهمون