الحروب وجرّار: فن فلسطيني في لحظة الغزو

الحروب وجرّار: فن فلسطيني في لحظة الغزو

29 سبتمبر 2016
(بشار الحروب، من المعرض)
+ الخط -

رغم اختلاف تجربتَي الفنّانَين بشار الحروب وخالد جرّار من حيث الأدوات والرؤية وطريقة بناء الصورة، إلّا أن موضوعة الحرب توحّد موضوع أعمالهما التي يقدّمها "غاليري ون" الفلسطيني ضمن فعاليات "المعرض الدولي للتصوير الفوتوغرافي والفيديو آرت" (دوكس آرت فير) في مدينة ليون الفرنسية، الذي يستمر حتى التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، إلى جانب مشاركات صالات عرض وفنانين من العالم.

فإذا كانت الأرتال العسكرية وظلال العساكر تحتل الصورة عند جرّار، فإن الجندي/ اللعبة يبرز عنصراً أساسياً في بناء مشهديات الحروب المنمنمة.

يحضر الجندي، كلعبة بلاستيكية مصغّرة، في أعمال العديد من الفنّانين المعاصرين، ممّن اشتغلوا على ثيمة الحرب، بشكل خاص، وذلك لوضوح دلالاته على المستوى الرمزي، وتوسُّع احتمالات التأليف فيه على المستوى التشكيلي، كما في أعمال الفنّان كوري مارك في مجموعة "رجال الجيش الأخضر"؛ حيث يعيد إنتاج الجندي المصغّر بطريقته الخاصة، فيضيف أو يلغي بعض أجزاء الدمية البلاستيكية، أو في تجربة الأخوين جاك ودنوا تشابمان في مجموعة "نهاية المرح". الجندي، هنا، ينضم إلى حشود من المصغّرات في مشهد جحيمي ينذر بفناء المجتمعات الاستهلاكية.

لا يبدو الجندي في أعمال الحروب (1978) بعيداً عن رمزية العسكري عند الأخوين تشابمان؛ ففي عمله "صورة جندي"، نرى مصغّرات الجنود في حالة من التشابك تفترش رأس كرة كبيرة كأنها تريد غزو الأرض، وهذا ما نراه بالفعل في عمل نحتٍ لاحق للفنان حيث المصغرات تحتل سطح الكوكب كاملاً.

أمّا أعمال جرّار (1976)، فتسعى إلى تقديم العسكرة بطريقة مختلفة، بالاعتماد على عنصر العسكري البشري، حيث نرى في عمل ينتمي إلى مجموعة "اختراع الجندي الفلسطيني" الجزء السفلي لأرتال من الجنود ببذلاتهم المموّهة الجديدة وبساطيرهم الملمعة. يقفون في نسق شبه مستقيم، بينما تنعكس ظلالهم أمامهم كأنها تُكملهم. تركّز تجربته على إبراز جرائم الاحتلال الصهيوني ونتائجه على المجتمع الفلسطيني من خلال وسائط متعدّدة؛ من صورة فوتوغرافية، وأعمال فيديو، ونحت مفاهيمي وعروض أدائية تجمعها رمزيتها العالية والتزامها بعدالة قضيته.

يواظب جرّار، منذ 2011، على تصميم وتوزيع ما يشبه الأختام الفلسطينية الرسمية على جوازات سفر السيّاح القادمين إلى فلسطين ضمن مشروعه "عش واعمل في فلسطين" كما أنه قام في 2007، بعرض صور حاجزَي حوارة وقلنديا على مرأى من الجنود الإسرائيليين.

منذ تأسيسه، في رام الله مطلع 2014، يسعى "غاليري ون" إلى تقديم الفن الفلسطيني المعاصر من خلال تنظيم المعارض الفردية والجماعية لتجارب فلسطينية، إضافة إلى المشاركة في المعارض العالمية، وقد نظّم قرابة 25 معرضاً؛ فردياً وجماعياً، شارك فيها واحد وأربعون فناناً فلسطينياً، بحسب مديرته القيمة الفنية سمر مرثا.

المساهمون