الجريمة

الجريمة

25 سبتمبر 2016
محمد عمران / سورية
+ الخط -

أعرف ناهض حتَّر مذ كنا مراهقين تقريباً. جمعنا الشعر وحلم التغيير، ثم فرقتنا السياسة والمواقف المتناقضة، خصوصا من المأساة السورية.

منذ بداية حرب النظام السوري على شعبه توقف الاتصال كلياً بيننا. حتى لمجرد التحية والسلام. فقد كان تشخيصه على الضفة الاخرى لما أفكر فيه وأعتقده وأكتبه. لم يكن هناك جسر لنعبر عليه.

انزعجت عندما حملوا عليه هذه الحملة الظلامية. أشعر بندم الآن لأني لم أكتب عنه في حينها ولو من موقع الاختلاف التام. لم يحلّوا دمه لأنه يقف الى جانب النظام السوري أو ما يسمى "محور الممانعة"، ولا لأنه يشط بعيداً في تصوره للهوية الأردنية ويكاد يجعل لها تاريخاً من بنات أفكاره (وهذا بحد ذاته لا يهدر دماً ولا يبرر الجريمة)؛ بل لأنه نشر رسماً، ليس من صنعه، لتصوّر داعش للجنة، كما يبدو. الدين لم يكن يوما قضية لناهض حتر، أيضا حسب ظني. أقصد لا سلباً ولا إيجاباً. كان البعض يراه طائفياً. ولكنه لم يكن دينياً.

مشكلة ناهض الحقيقية حدَّته التي تلغي الارض المشتركة مع الآخر وتحوّله خصماً. هناك مئة قضية اختلف بها مع ناهض حتر ولكن ليس إلى حد أن يجندل أمام المحكمة بسبع رصاصات!

هل هناك احتقار للحياة الإنسانية والقانون كما هو عليه الحال في هذه الجريمة النكراء؟ ناهض كان شخصاً درامياً ومات ميتة درامية. أنحّي الآن كلَّ شيء وأقول لك سلاماً يا صديقي.


دلالات

المساهمون