"المسرح والجمهور": أسئلة معلّقة

"المسرح والجمهور": أسئلة معلّقة

23 سبتمبر 2016
"مول الجلّابة"/ الجزائر
+ الخط -

لماذا يعزف الجمهور عن المسرح؟ سؤال طالما طرحه المشهد المسرحي الجزائري في سياق الاستغراب؛ الذي يُثيره عدم اهتمام المواطن "العادي" بحضور العروض التي تقدّمها مختلف المسارح في مختلف المدن، رغم مجّانية العروض، ورغم انتعاش حركة الفن الرابع في السنوات الأخيرة (من ناحية الكمّ).

تُقدَّم أجوبة كثيرةٌ؛ بعضها يحدّد الخلل في أحد أطراف المعادلة المسرحية، من النصّ إلى المتلقّي، أو فيها جميعاً، وبعضها الآخر يُرجعه إلى المنظومة الثقافية برمّتها. لكن السؤال غالباً ما اكتفى بكونه ردّة فعل عابرة، من دون أن يقترب من محاولة فهم أسباب الحالة، أو يتبلور في شكل استراتيجية تسعى إلى استعادة الجمهور إلى قاعات العرض.

بعد سلسلةٍ من الندوات التي نُظّمت مؤخّراً، وناقشت مواضيع مختلفةً تتعلّق بالفن الرابع؛ مثل "المسرح والثورة" و"المسرح والمدرسة"، يحتضن مبنى "المسرح الوطني محي الدين بشطارزي"، ابتداءً من التاسعة والنصف من صباح غدٍ السبت أشغال يومٍ دراسي حول "المسرح والجمهور"، يُثير المشاركون فيه السؤال نفسَه، وإن بطريقة تحاول وضع تصوّرٍ شامل للمشهد، ومن ثمّ الخروج بتوصياتٍ تحاول تقديم خطواتٍ عملية لتجاوز حالة القطيعة بين الجمهور والخشبة.

اليوم الدراسي، الذي ينظّمه "نادي امحمّد بن قطّاف"، يشارك فيه عددٌ من المسرحيين والأكاديميين الجزائريين؛ من بينهم: مخلوف بوكروح، وأحمد شنيقي، وحيدر بن حسن، وسمية عبد ربه، وإبراهيم شرقي، وحكيم دكار، ورابح هوادف، ومحمد زتيلي.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول المشرف على اليوم الدراسي، الكاتب والأكاديمي سعيد بن زرقة، إن اللقاء "سيركّز على سلطة المتلقّي بدلاً من سلطة الممثّل أو المخرج أو الكاتب، في محاولة لإثارة موضوع مهمّ لكنه منسي إلّا من بعض الدراسات الشحيحة، في صورة كتاب "المسرح والجمهور" للناقد المسرحي مخلوف بوكروح، أو بعض الدراسات الجامعية التي نوقشت في "كلية الآداب واللغات والفنون" في جامعة وهران".

يؤكد بن زرقة، أن أبرز سؤال يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن المسرح والجمهور، هو: لماذا يعزف الجمهور الجزائري عن الذهاب إلى المسارح؟ مضيفاً أن الإجابة عنه تتطلّب استثمار كلّ المعارف والآليات مجتمعةً، ومقاربة الموضوع من عدّة زوايا: سوسيولوجية، ونفسية وتربوية، وجمالية.

لا يقتصر البرنامج على الندوات النظرية، إذ سيجري أيضاً تشكيل ثلاث لجان عمل تضمّ أكاديميين وباحثين: الأولى خاصّة بالإنتاج، والثانية بالإعلام والاتصال، والثالثة بتسويق العمل المسرحي، حيثُ ستُناقش تلك المحاور ضمن ورشات عمل تخلص إلى اقتراح عددٍ من التوصيات.

المساهمون