رحيل غاستون غرانجيه.. توسيع دوائر الابستيمولوجيا

رحيل غاستون غرانجيه.. توسيع دوائر الابستيمولوجيا

28 اغسطس 2016
فاسيلي كاندنسكي/ روسيا
+ الخط -
تطرح الابستمولوجيا نفسها كفرع فلسفي يهتم بالعلوم، غير أن الناظر في ما قدّمته سيجد بأنها تكاد تنحصر في دارسة (تطبيق الفلسفة) على العلوم الصحيحة، فيما تظلّ الكثير من العلوم الإنسانية بعيدة شيئاً ما عن أنظارها، إذ كثيراً ما تعترضنا أسماء غاليليو ونيوتن وأينشتاين ولكن قلما نصادف دراسات فلسفية عن فكر دافيد ريكاردو أو إيميل دوركايم.

في النصف الثاني من القرن العشرين، حاول ابستيمولوجيون كثيرون تحويل أنظار ميدانهم باتجاه العلوم الإنسانية. كان أحد هؤلاء المفكّر الفرنسي جيل غاستون غرانجيه (1920 – 2016) الذي رحل عن عالمنا الأربعاء الماضي.

قابلت خمسينيات القرن الماضي الثلاثينيات من عمر غرانجيه. بدا من خلال منشوراته أنه يحاول التفكير بعيداً عن الفكر الرياضي والفيزيائي، فأنجز ثلاثة أعمال متتالية هي "ميتودولوجيا اقتصادية" (1955) و"الرياضيات الاجتماعية لكوندورسيه" (1956)، وفي 1960 نشر "الفكر الصوري وعلوم الإنسان"، بذلك يكون قد وضع مدوّنة في منطقة تعتبر شبه مجهولة في الابستيمولوجيا، وهو الذي ينتمي إلى الجيل التالي لجيل مؤسسي هذا المجال مثل جورج كانغيلام وغاستون باشلار.

من جانب آخر، يعتبر غرانجيه المتخصّص الأول في بلاده في فكر الفيلسوف النمساوي لودفيغ فيتغنشتاين، إذ ترجم أعماله إلى الفرنسية وحاول إمداد فلسفة العلوم بمقولات صاحب "الملخص الفلسفي المنطقي" حول اللغة.

اشتغل غرانجيه أيضاً على فتح آفاق الابستيمولوجيا من خلال محاولة تطبيق آلياتها على مواضيع معرفية مختلفة. فإذا كان كتابه الأول "العقل"، يعتبر سبب شهرته المبكرة (منتصف الخمسينيات) فإنه أصدر كتاباً بعنوان "اللامعقول" (1998) أعاده إلى الواجهة، وهو عمل وجد فيه كثيرون استكمالاً لطموحات باشلار الفلسفية. 

المساهمون