"مهرجان مسرح الهواة": أخيراً تحت السقف

"مهرجان مسرح الهواة": أخيراً تحت السقف

26 اغسطس 2016
(بوابة مستغانم)
+ الخط -

قبل سنة من اليوم، كتبنا في "العربي الجديد" عن انطلاق فعاليات الدورة الثامنة والأربعين من "المهرجان الوطني لمسرح الهواة" في مدينة مستغانم، غربي الجزائر، وقد حمل المقال عنوان "في انتظار سقف وخشبة"، في إشارة إلى افتقار أقدم مهرجان مسرحي في الجزائر إلى مبنىً قارّ يُقام فيه، في ظلّ تآكل الفضاءات الثقافية في المدينة، لدرجة أن القائمين عليه اضطرّوا لإقامة دورتيه السادسة والأربعين والسابعة والأربعين على متن شاحنة، بينما توزّعت عروض دورة العام الماضي بين "دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي" ومسرحَي "الموجة" و"الإشارة". أمّا هذا العام، فقد وجد المهرجان سقفاً وخشبةً أخيراً.

أمس الخميس، انطلقت فعاليات الدورة التاسعة والأربعين التي ستستمرّ حتى الأوّل من أيلول/ سبتمبر المقبل. عُهدت التظاهرة إلى مدير جديد هو محمد نواري خلفاً لـ محمد تكيرات الذي تولّى المنصب لدورة يتيمة. ولأوّل مرّة، تُقام العروض في مبنى "المسرح الجهوي سي الجيلالي بن عبد الحليم"، الذي افتُتح في آذار/ مارس، كأوّل مسرح يُبنى في الجزائر منذ استقلالها عام 1962.

كان افتتاح المبنى الجديد ليكون بمثابة حدث سعيد، لولا أن وصف "أوّل مسرح يُبنى في الجزائر منذ استقلالها" هو أقرب إلى الانتقاد منه إلى الإطراء؛ فالبلد الذي ورث عن فرنسا الاستعمارية كثيراً من المسارح الموزّعة على كبريات مدنه، والتي ما زالت قائمة إلى اليوم، كان عليه أن ينتظر أكثر من نصف قرن ليبني مسرحاً، والمفارقة أن أشغال المشروع انطلقت عام 2005. وخلال 11 عاماً، كانت الميزانية المخصّصة لإنجازه قد تضاعفت سبع مرّات.

لكن الأهمّ من كلّ ذلك هو ما استقته "العربي الجديد" من مسرحيين وصحافيين زاروا مبنى المسرح الجديد، إذ أجمعوا على أنه بُني بطريقة لا توافق المعايير العالمية المعتَمدة في بناء المسارح. بعضهم تحدّث عن خلل في تصميمه، لدرجة أن المشاهدين الذين يجلسون في طوابقه العلوية لن يتمكّنوا من مشاهدة الركح، وأن كلّ ما يشاهدونه هو الستار.

بالعودة إلى برنامج التظاهرة، فإن الدورة الجديدة تشهد مشاركة 16 فرقةً مسرحية، عشر منها تتنافس ضمن المسابقة الرسمية، وهي قادمة من مدن تيزي وزو وتيبازة وأدرار وسيدي بلعباس والمدية وميلة والأغواط وبرج منايل والجزائر العاصمة؛ حيث جرى اختيارها خلال تصفيات جهوية أُقيمت في وقت سابق من هذا العام، بينما تُعرض أربع مسرحيات لفرق من مدن تلمسان وتمنراست وأدرار خارج المنافسة.

برنامج الدورة يتضمّن، أيضاً، ثلاث دورات تدريبية في مجالات الأداء والسينوغرافيا والإخراج يقدّمها أربعة أكاديميين لفائدة أربعين ممثّلاً شابّاً، وثلاث ندوات حول "إسهام المسرح الهاوي في تطوير الممارسة المسرحية"، و"النصوص المسرحية بين الحقيقة والخيال"، و"الإخراج المسرحي كممارسة"، إلى جانب نقاشات وعروض مسرحية يُقام بعضها في عدد من مدن محافظة مستغانم.



المساهمون