"مهرجان الشعر الملحون": من الروحي إلى العلمي

"مهرجان الشعر الملحون": من الروحي إلى العلمي

20 اغسطس 2016
("مول الجلابة"، مستغانم 2014)
+ الخط -

تنطلق، اليوم، في مدينة مستغانم، غربي الجزائر، فعاليات الدورة الرابعة من "المهرجان الوطني للشعر الملحون – سيدي لخضر بن خلوف"، وتستمرّ حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

بذلك، يحافظ المهرجان على تاريخ العشرين آب/ أغسطس موعداً قارّاً لانطلاقته، وهو أمر نادر الحدوث في المهرجانات الثقافية الجزائرية، التي يشهد معظمها اضطراباً في مواعيدها. لكن الملاحظ أن فترة التظاهرة تقلّصت من أسبوع كامل إلى أربعة أيام فقط.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، أرجع مدير المهرجان، عبد القادر بن دعماش، تلك الخطوة إلى "سياسة التقشّف المنتهجة بسبب الأزمة المالية التي تعيشها، والتي فرضت إلغاء بعض التظاهرات الثقافية وتقليص بعضها الآخر"، مشيراً إلى أنه تقرّر، أيضاً، تخفيض عدد الشعراء المشاركين في المهرجان.

ولفت المتحدّث إلى أن المهرجان "يتطلّع إلى التحوّل من تظاهرة روحية إلى ملتقىً علمي يفتح المجال أمام البحث العلمي والأكاديمي، لوضع حدّ لحالة النهب المتواصلة التي يتعرّض إليها التراث اللامادي في الجزائر".

ويحضر في هذه الدورة، التي تجري فعالياتها في "دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي"، شعراء وفنّانون من بشار والأغواط والشلف وغليزان وتيارت والجزائر العاصمة.

إضافةً إلى الأمسيات الشعرية، يتضمّن برنامج التظاهرة، أيضاً، محاضرات يقدّمها مختصّون، وجلسات نقاش حول الشعر الملحون والشعر الشعبي، إضافةً إلى معرض تشكيلي.

وتكرّم الدورة كلّاً من فنّانَي وشاعرَي الملحون: الجيلالي عين تادلس الذي برز في مجال الأغنية البدوية والشعر الملحون، والشيخ الحاج بن دنيا الذي عُرف بأبحاثه وجمعه قصائد الشعر الملحون لأبرز الشعراء الجزائريين. كما يُعرض فيلمان وثائقيان يرويان سيرتيهما.

وبحسب بن دعماش، فإن المهرجان، الذي جرى ترسيمه عام 2003، يهدف إلى "ترقية الشعر الشعبي وتكريم شعرائه، وفي مقدّمهم سيدي لخضر بن خلوف الذي ترك تراثاً شعرياً بأبعاده الحضارية والدينية والأدبية".

وتتزامن الدورة الجديدة مع صدور ديوان شعبي يتضمّن 165 قصيدة من أشعار لخضر بن خلوف، الذي يُعدّ أحد شعراء الجزائر في القرن السادس عشر، ويُعتبر وليّاً صالحاً في غرب البلاد. وقد عُرف بقصائده التي يتغنّى فيها بالنبي محمّد، وأيضاً بـ "إلياذةٍ" يصف فيها "معركة مزغران" التي وقعت بين الجزائر وإسبانيا، في الـ 26 آب/ أغسطس سنة 1558.

والشعر الملحون هو واحد من أنماط الشعر الشعبي في الجزائر، ويعتبره المتخصّصون سليل "الزجل" الأندلسي.


المساهمون