هالة لمين: مشهد تحوّلات طبيعة صامتة

هالة لمين: مشهد تحوّلات طبيعة صامتة

04 يوليو 2016
من معرض سابق
+ الخط -

لم يعد من النادر أن تقتحم الفنون تلك العوالم المغلقة للعلم، التي كانت تبدو لعقود مضت غير قابلة للهضم الفني. العالمان باتا على قدر من التماس بحيث أن العديد من الفنانين باتوا ينهلون مفرداتهم من معاجم العلم ويضعونها في سياقات بعيدة عما ابتكرت من أجله.

يقع متابع مسار الفنانة التشكيلية التونسية هالة لمين على مثل هذا التوجّه، إذ إنها اشتغلت في معارض سابقة على تحوّلات المواد، بالخصوص المواد الغذائية، في أعمال فنية متنوّعة ضمن رؤى بصرية مبتكرة تمزجها بسياقاتها الاجتماعية والتاريخية.

الليلة، وفي السياق نفسها، تفتتح لمين معرضاً جديداً بعنوان "طبيعة صامتة، جسد حي" الذي يقام في "دار باش حامبة" في مدينة تونس العتيقة، وهو معرض تنظّمه بالتعاون مع "جمعية الفن شارع" و"معهد غوته" في تونس.
المعرض هو نتاج مشروع قاد الفنانة التونسية إلى مختبرات "معهد باستور" (الطب الغذائي) في تونس العاصمة، حيث حضرت وشاركت في بحوث حول آليات التغيرات الطارئة على المواد الطبيعية (نبات، لحوم،...) ضمن ظروف متنوعة تقودها سواء إلى التعفن أو إلى تغيّرات هيكلية أخرى، كظهور الفطريات أو تغيّر في حجمها. 

في أعمال المعرض، رصدت لمين بعدسها الفوتوغرافية أو بلمسات التصميم التي وضعتها في الصور، عالم المختبرات وتقاليده بالتوازي مع رصدها لتغيّرات المواد، سواء من خلال تصويرها في سياقات التكبير والتفاعلات الكيميائية أو باستلهام أشكالها وإعادة تصميمها.

هكذا، وكما يشير البيان الذي نشرته الجهة المنظّمة للمعرض، فإن "طبيعة صامتة، جسد" يُظهر صورة أخرى للأشياء اليومية، صورة تجعل منها لمين مادة جمالية بالأساس، ولكنها أيضاً مادة لا تخلو من أبعاد سوسيوثقافية.

دلالات

المساهمون