"متحف القصبة": نظرة جديدة إلى تاريخ قديم

"متحف القصبة": نظرة جديدة إلى تاريخ قديم

31 يوليو 2016
(متحف "القصبة" في طنجة)
+ الخط -
بعد إغلاقه لعدّة أشهر بسبب عمليّات الترميم، يعود "متحف القصبة للثقافات والحضارات المتوسّطية" في حي "القصبة" العتيق في مدينة طنجة، شمالي المغرب، ليفتح أبوابه مجدّداً أمام الجمهور، ابتداءً من أول أمس الجمعة.

ويُعتبر المتحف، الذي أُسّس عام 1922، أحد أقدم المؤسّسات الثقافية في البلاد، حيثُ يُصنّفُ ضمن إرثها الثقافي، كما يُعدّ جزءاً من الذاكرة المشتركة في منطقة البحر الأبيض المتوسّط، وشاهداً على ثراء ثقافتها وتنوّعها.

في مؤتمر صحافي عُقد قبل الافتتاح في طنجة، قال مهدي قطبي، رئيس "المؤسّسة الوطنية للمتاحف المغربية"، وهي هيئة حكومية تُشرف على المتاحف، إن عملية الترميم جرت وفق تصوّر يعكس غنى وعراقة تاريخ المدينة التي تحتضنه"، مشيراً إلى أنه بات "يحظى بسينوغرافيا جديدة تُبرز خصائص المجموعات المعروضة، وتجعل منه محيطاً أكثر جاذبية للزوار"، على نحو "ينسجم مع الأهداف الرامية إلى جعل الحوض المتوسّطي فضاءً للاحتفال بالفن والثقافة".

وأضاف أن "من شأن الترميم أن يساهم في ضخ دماء جديدة في الحياة الثقافية في المدينة"، متوقّعاً أن يستقبل أعداداً كبيرةً من الزوّار بعد افتتاحه.

من جهته، أشار محافظ المتحف، إبراهيم السالمي، إلى أن الأشغال أضفت على المتحف تغييراً هيكلياً، خصوصاً على مستوى المعرض؛ حيث بات يقدّم نظرة دقيقة عن محاور البحر الأبيض المتوسّط، والدور الذي لعبته مدينة طنجة في المنطقة.

ولفت السالمي إلى أن الترميم أخذ بعين الاعتبار تيسير وصول ذوي الاحتياجات الخاصّة إلى مرافق المتحف، والذين عادةً ما يصعب عليهم الوصول إلى عدّة أماكن في المباني التاريخية، وفق قوله.

وبات المتحف يتوفّر على معدّات سمعية وبصرية حديثة، حيثُ خُصّص فضاء للوسائط المتعدّدة يقدّم "مقاربة وسائطية تهدف إلى منح الزائر فهماً أوسع لمحتوى المعارض، بالموازاة مع الوسائل الكلاسيكية مثل بطاقات المعلومات والنصوص الجدارية". كما يقترح عروضاً تفاعلية، وفضاءً تربوياً، وأنشطة ترفيهية، إلى جانب جولات إرشادية ووثائق مقسّمة حسب الفئات العمرية للزائرين.

ويوثّق المتحف لعدد من المراحل التاريخية؛ مثل: فترة العصر الحجري القديم، والحديث، إضافةً إلى مختلف الحضارات التي تعاقبت على المدينة، مثل الحضارات الرومانية والبيزنطية والفنيقية، إلى جانب الفترتين البرتغالية والإسبانية ثم العصر الإسلامي.

دلالات

المساهمون