"جولة سامة": التاريخ المؤلم للعمران

"جولة سامة": التاريخ المؤلم للعمران

30 يوليو 2016
(تصوير: جيسيكا كازريك)
+ الخط -

يعود "نادي شهود الزور"، الذي يضمّ عدّة فنانين في التجهيز والتشكيل والأداء، ليستخدم مساحات بيروت نفسها و"يتشاجر" مع الواقع ويحقّق فيه وفي ما نعرف حقاً من تاريخه، ويداخل عدّة فنون من أداء وكتابة ومحاضرة. هذه المرة، سيكون العرض بعنوان "جولة سامة.. كل شيء إلا الدفن تحت الأرض: النورماندي الذي نريد".

يرتكز العرض إلى تاريخ المكان الذي قام عليه فندق "نورماندي" سنة 1925، فقبل أن تدور "معركة الفنادق" الشهيرة أثناء الحرب الأهلية في بيروت، كانت هذه المنطقة في الأصل "الحي الفرنسي" الذي أنشأه الانتداب الفرنسي، وحيث بُنيت فنادق تستقطب السيّاح في ذلك الوقت، ومن بينها فندق "نورماندي".

أثناء الحرب، تحوّل "نورماندي" إلى أنقاض، والأنقاض إلى مكب للأنقاض وحطام المباني المهدّمة أو المتهالكة مثله، ثم امتد هذا المكب إلى البحر، وأصبحت أشلاء الأبنية المحطّمة تُلقى في البحر، وكأنه مطمر كبير لهذا التاريخ العمراني المهدم.

من هذا التاريخ المؤلم للعمران والحرب، وصولاً إلى استثمارات إعادة الإعمار، ينطلق "نادي شهود الزور"، من متحف سرسق مساء غدٍ، الأحد، في عرض أدائي بعنوان "جولة سامة: أي شيء إلا الدفن تحت الأرض. النورماندي الذي نريد"، حتى موقع فندق "نورماندي" القديم، والذي اختلف راهنه منذ التسعينيات.

يناقش العرض ما جاء في بحث قام به المهندسان الجيوتقنيّان صالح صادق ومعتصم الفضل عام 1998، من أن الموقع الأصلي لمكب "نورماندي" يتألّف من 200 متر داخل البر الرئيسي، وأنه ومع العام 1994، وصل إلى ثلاثة ملايين متر مكعّب، ونصفُ هذه الكمية تحت البحر تصل إلى عمق عشرين متراً وتبتعد بمقدار 600 متر خارج خط الشاطئ الأصلي.

يلفت "نادي شهود الزور" إلى أنه وفي العام نفسه، أبرم "مجلس الإنماء والإعمار" اتفاقاً مع شركة "سوليدير"، ينصّ على تنفيذ عمليات معالجة هذه الأنقاض، مقابل تخصيص مساحة من أراضي الدولة لتنمية الواجهة البحرية للجديدة. بينما تؤكّد مصادر، بحسب النادي، أن النفايات التي كانت في المكب منتشرة في مناطق مختلفة من بيروت الآن.

تستوحي "جولة سامة.. أي شيء إلا الدفن تحت الأرض: نورماندي الذي نريد" عنوانها من عرض المخرجة اللبنانية لينا صانع "الزايدة" ومن سلسة مقالات لمجموعة "سيدرا" بعنوان "وسط المدينة الذي نريد".

المساهمون