التراث العراقي: خرائط لمعالم قيد النهب

التراث العراقي: خرائط لمعالم قيد النهب

16 يونيو 2016
قوات عسكرية أميركية أمام قلعة أور
+ الخط -

تتواصل في هذه الأيام على عدة مستويات عراقية؛ أكاديمية ورسمية وشعبية، فعاليات حملة لدعم ملف ضم عدد من المواقع الأثرية العراقية ومنطقة الأهوار إلى لائحة اليونسكو الخاصة بالتراث العالمي، استعداداً لطرحه على التصويت في المؤتمر الذي ستنظّمه اليونسكو في اسطنبول بين 10 و20 تموز/ يوليو.

وفي هذا السياق، نظمت الخارجية العراقية قبل بضعة أيام، مؤتمراً في موقع مدينة "أور" الأثرية في جنوبي العراق، وبدأ ممثلو وزارة الخارجية اتصالاتهم بممثلي الدول المعنية بالتصويت، لحشد الدعم الدولي وكسب الأصوات.

المواقع الأثرية المقترح ضمّها إلى لائحة اليونسكو، بالإضافة إلى منطقة الأهوار الطبيعية، هي "أور" و"أريدو" و"أوروك"، وكلها تقع في جنوبي العراق، ولا تشكل هذه المواقع، مع المواقع القليلة التي ضمتها لائحة اليونسكو في أوقات سابقة (مدينة الحضر وقلعة أربيل ومدينة سامراء وقلعة آشور الشرقية)، إلا نسبة ضئيلة من مجموع المواقع الأثرية العراقية البالغ عددها أكثر من 12 ألف موقع لا تتوفر لها حماية محلية كافية، مما جعلها منذ بداية التنقيب عن الآثار العراقية في القرن السادس عشر وحتى الآن معرّضة للسرقة والنهب بغض النظر عن ما مرّ به العراق من تقلبات سياسية وحروب.

ويتذكر بعض طلبة جامعة بغداد في أوائل ستينيات القرن الماضي كيف أن أستاذ الفن التشكيلي إسماعيل الشيخلي عُرض عليه تمثالٌ جاء به إليه عابر سبيل قال إنه وجده في أحد المواقع الأثرية على سطح الأرض، تأكيداً منه على نقطتين؛ الأولى غنى الأرض العراقية بالآثار إلى درجة أنها ظاهرة على سطح الأرض، والثانية أن هناك إهمالاً غير مبرّر لهذه العاديات ذات الأهمية الثقافية التاريخية في الحفاظ على ذاكرة المجتمع العراقي.

هل ستضمن لائحة اليونسكو حماية المواقع الأثرية والطبيعية بعد اختيارها وفق معاييرها العشرة الصارمة؟

حتى الآن لم تضمن مثل هذه اللائحة حماية أي أثر من الآثار المدرجة عليها بإجماع دولي، ومثال ذلك ما يحدث للمواقع الفلسطينية كالقدس القديمة الموضوعة على لائحة اليونسكو، وما حدث لمدينة تدمر الأثرية، وآثار عراقية أخرى مثل آثار نمرود والحضر وغيرها وبقية المناطق التي اجتاحتها عصابات إرهابية، وما كشفت عنه بضعة كتب مهمة، مثل كتاب "تدمير التراث الحضاري العراقي" (2004) لخالد الناشف، و"الآثار العراقية: أكبر كارثة ثقافية منذ أكثر من خمسة قرون" (2005) لأسامة الجوهري، والكتاب الصادر في اللغة الإنجليزية، وهو أكثر الكتب شمولاً، تحت عنوان "الاجتثاث الثقافي في العراق" (2009) من إعداد ريموند بيكر وشيرين وطارق اسماعيل.

الواضح أن ما يتعرّض له التراث الحضاري في الوطن العربي يحتاج إلى شيء آخر غير حفظ أسمائه في لائحة تراث عالمية، فهو معرّض للسرقة، حسب المعلومات المتوفرة، والتدمير الممنهج من قبل دول أعضاء في منظمة اليونسكو ذاتها.

دلالات

المساهمون