فخري غزال: احتكاكات الفن والسياسة

فخري غزال: احتكاكات الفن والسياسة

19 مايو 2016
(من أعمال غزال)
+ الخط -

يقال إن فن التصوير الفوتوغرافي هو أكثر الفنون تسيساً. ربما جرى الربط بين استعمالاتها التي كانت في وقت ما مقتصرة على الدعاية السياسية والتوثيق الصحافي، غير أن هذا الفن حافظ على نزعته المسيّسة أيضاً حين التفت إلى جميع مواضيع الحياة.

الفوتوغرافي التونسي فخري غزال (1981) يحب أن يتحرّك دائماً في منطقة الاحتكاك المباشر بين الفن والسياسة، حيث أن الكثير من أعماله ترصد هذه العلاقة المعقدة، أو تقف بوضوح مع قضية ما، ولا تفارقها هذه النزعة حتى في مشاريع فنية تبدو على الورق بعيدة كل البعد عن التسيّيس.

منذ 14 أيار/ مايو الجاري، انطلق معرض الفوتوغرافي التونسي في "غاليري لوزين" في الدار البيضاء. معرض هو نتاج إقامة فنية للمصوّر التونسي بالتعاون مع الغاليري حيث رصد الحياة في حي صناعي من ضواحي الدار البيضاء.

 كعادته، يقدّم غزال صوراً بالأبيض والأسود، ما يعطي لكل أعماله بعداً إضافياً حيث تبدو وكأنها ذكريات رغم أنها تتحدّث عن الحاضر، كما يكسبها شعرية تخفّف من حدّة المواضيع التي يتناولها.

يأتي هذا المعرض الذي يستمر حتى الرابع من الشهر للمقبل، بعد فترة قصيرة من إيقاف غزال وفنانَين تونسيين آخرَين، هما عاطف معطالله وعلاء الدين سليم نهاية السنة الماضية بتهمة تعاطي المخدرات، قبل أن يجري الإفراج عنهم بعد حملات مساندة من فنانين في تونس والعالم اعتبروا أن هذه القضية ملفّقة للفنانين الثلاثة نظراً لزوايا نظرهم الساخرة من عدة مواقف رسمية، ولعل معظم الصور التي يلتقطها غزال تعبّر عن ذلك حتى تلك التي يصوّرها بعيداً عن بلده.

المساهمون