"ليالي المسرح الحر": لعب على وتر التطرف

"ليالي المسرح الحر": لعب على وتر التطرف

13 مايو 2016
(من عرض "مرثية الوتر الخامس"/ الإمارات)
+ الخط -

يبدو عبثياً الاستمرار بتنظيم مهرجانات ثقافية تحت يافطة محاربة الإرهاب من دون تقديم مضامين أو نقاشات معمّقة حولها، وهو ما يعكس رغبةٍ في معارك وهمية مع عدو متخيّل، في تجاهل تامٍ بأن الإبداع الحقيقي يواجه مشكلات الواقع بلا أطر مسبقة.

لا تتوقف المسألة عند مجاراة السائد في تقديم شعارات مجوّفة، بل تتعداها إلى الإصرار أن تتصف هذه الفعالية بـ "الدولية"، بغض النظر عن نوعية المشاركين من تلك البلدان البعيدة، التي يفّضل منظّموها أن تكون غربية في الغالب.

أفكار وهواجس تمرّ في البال مع انطلاق فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان "ليالي المسرح الحر الدولي" غداً السبت وتتواصل حتى 19 من الشهر الجاري، على مسارح "المركز الثقافي الملكي" في عمّان، تحت شعار "المسرح في مواجهة التطرف" وهو شعار الدورة السابقة ذاته، و"مشاركة ثماني بلدان عربية وأجنبية" بحسب المنظّمين.

المخرج المسرحي الأردني محمد بني هاني لفت إلى أن المسرح لا يحتاج إلى عناوين رنّانة لا تعدو كونها مجرد عناوين شكلية يهدف أصحابها لتحقيق مكاسب وتسهيلات تمويلية أو لوجستية تخضع لمفاهيم البروباغندا الإعلامية.

وأضاف لـ "العربي الجديد" أن "هذه المهرجانات تهدف لتسويق عناوين جانبية مفرّغة الشكل والمضمون على حساب كل ما هو حقيقي وفعّال، والأولى بها الالتفات إلى الفعل الإبداعي وما يحتويه من قضايا وأفكار تنحاز للإنسان وتنتصر له لا أن تكبله بشعارات قزّمت من دوره وحولته إلى دور تجميلي ثانوي يتوارى خلف أجندات تفرض قيوداً على المرسل والمتلقي وتحد من حريتهما في السؤال والبحث والاكتشاف".

وأكّد أن الفعل المسرحي/ الإبداعي بطبيعة الحال هو في مواجهة دائمة ومتأصلة مع الفكر المتطرف والممارسات الإرهابية التي تسعى إلى تدمير المنظومة الانسانية الجمالية وما تحتويه من مفاهيم وثوابت تنتصر للإنسان وحقه في العيش الآمن والمستقر.

مدير "ليالي المسرح الحر" الفنان علي عليان، صرّح لوسائل الإعلام بأن "إرسال عروض مسرح الطفل في المهرجان إلى الأرياف والمحافظات يساهم في تربية الجيل نحو الخلق والإبداع بوسائل المسرح غير التقليدية في التنشئة؛ وذلك لما نراه الآن من عنف، لا سيما على صعيد محيطنا السياسي الملتهب".

تشارك في المهرجان مسرحية "إن بوكس" من مصر"، و"البحث عن حنظلة" من فلسطين"، و"مرثية الوتر الخامس" من الإمارات" و"ليس إلاّ" من تونس"، إضافة إلى عروضَ من إيطاليا وروسيا وصربيا وفرنسا. كما تعقد ورشة تدريبية لإعداد الممثل الهاوي والمبتدئ يشرف عليها المخرج التونسي معزّ القديري.

وعلى هامش الفعاليات، ينظّم مؤتمر "صورة الطفل في الدراما العربية" بالتعاون مع "منتدى النقد الدرامي"، بمشاركة باحثين عرب؛ ومن بينهم: فيصل القحطاني من الكويت، ومازن الغرباوي ووفاء الحكيم من مصر، وسعيد كريمي من المغرب، وسيكرّم عدد من الفنانين الأردنيين، هم: محمد العبادي وهشام هنيدي، وعبير عيسى وأحمد دعيبس وفراس المصري.


المساهمون