دي كاف: الرقص كوسيط لرؤية الواقع

يحاول "مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة" (دي كاف) الذي يُقام في القاهرة، ويستمر حتى 22 من الشهر الجاري، أن يقدّم مشهداً فنياً متكاملاً، يتضمّن عروضاً موسيقية ومسرحية وسينمائية، إلى جانب تركيزه على العروض الأدائية المتمثّلة بالرقص المعاصر.

من ضمن الفعاليات التي يقيمها "دي كاف"، ثلاثة عروض أدائية بعنوان "ليلة رقص"، تُعرض يومي 14 و15 من نيسان/ أبريل الجاري. تحاول الأعمال الثلاثة أن تقترح الرقص بوصفه وسيطاً يسعى إلى رؤية ما هو واقعي، والكشف عن السياقات الاجتماعية واليومية المرتبطة بالعمل الفني؛ إذ يقدِّم الجسد دوراً تأمليّاً في عدّة جوانب حياتية.

على خشبة "مسرح فلكي"، يُعرض فيلم "خارجاً من هناك"، لـ مثقال الصغير، الذي يتضمّن مادّة أدائية تنقل أحداثاً وقعت في سورية، من خلال التساؤل حول الكيفية التي يمكن من خلالها نقل هذه الصور إلى سياق آخر مختلف وتحليلها على المستوى الجسدي عبر الرقص. يسعى العمل إلى مزج المادة السينمائية بتلك الأدائية، بهدف تحقيق تناغم بين الفنّين.

ثاني العروض هو "محلّي"، من تصميم وأداء دانيا حمود. يركّز العمل على دائريّة حوض الإنسان، وتداخله بدوائر أخرى تتمثّل بالفضاءات المحيطة فيه، اجتماعياً وسياسياً. هكذا، تصبح طبيعة الجسد الإنساني مُنسجمة وقادرة على محاكاة ما يحيط به من تقلّبات وتغيّرات قد تؤثّر فيه أيضاً.

يبقى عرض "بالبلدي"، وهو عمل من إخراج عزت إسماعيل، وأدائه أيضاً، إلى جانب كل من ماريهان سامي وحسام عبد الحميد وإسلام العربي. يستكشف العمل بعض الظواهر المصرية، من خلال تجميع التجارب الشخصية للفنانين الذين يعيشون في القاهرة، ومقاربتها من خلال الرقص المعاصر.

يستلهم العرض لغة الجسد والإيماءات الخاصة بالبيئة المصرية؛ مثل حركات الرقص الشعبي، وموسيقى المهرجانات وعلاقاتها في الحياة اليومية في القاهرة. يحاول الرقص هنا أن يفسّر هذه المظاهر من خلال جمعه بين المبادئ التقليدية والحديثة.