حسين الموزاني: سيكون الرحيل الأخير

حسين الموزاني: سيكون الرحيل الأخير

08 ديسمبر 2016
(حسين الموزاني)
+ الخط -
يعرفه كثيرون بأنه كاتب ومترجم أجاد تقديم رواية "الطبل الصفيح" للروائي الألماني غونتر غراس إلى العربية، فقد أثنى كثيرون على هذه الترجمة، لكن الكاتب العراقي حسين الموزاني (1954 - 2016)، الذي رحل عن عالمنا أمس في برلين حيث يقيم منذ أكثر من ثلاثة عقود، كتب أيضاً عدّة روايات وقصصاً بالعربية والألمانية وقدّم ترجمات أدبية عن اللغة الألمانية إلى القارئ العربي؛ من بينها قصص قصيرة وقصائد، وكان يكتب المقالات أيضاً في صحف ومواقع عربية.

كان الموزاني قد غادر بغداد إلى بيروت في نهاية السبعينيات، حيث حاول أن يبدأ من مكان جديد من مدخل العمل الصحافي، لكنه وبعد سنتين من المحاولة، وجد طريقه إلى ألمانيا التي عاش فيها ودرس الأدب الألماني في جامعة "مونستر".

أصدر الموزاني رواية "منصور.. عطر بلاد الغرب" بالألمانية ولقيت ترحيبا نقدياً كبيراً، بل إن الصحافة الثقافية الألمانية وصفتها بأنها "تحفة أدبية"، وحصل عنها على جائزة "شاميسو" التي تُمنح للكتّاب ذوي الأصول الأجنبية ممن يكتبون بالألمانية. كما صدرت له رواية "اعترافات تاجر اللحوم" ومجموعة قصص قصيرة بعنوان "خريف المدن"، وقد استوحى الكاتب هذين العملين من إقامته في مصر لعامين وتدور أحداثهما فيها.  

العام الماضي، أصدر الموزاني كتاباً بعنوان "أعوام الجمر والرماد" (الجمل)، يقدّم فيه تأملات عن تجربة العودة إلى زيارة العراق بعد 26 عاماً في المنفى، يوميات تنتقد الثقافة وتسائل معنى الهوية، وتكشف الكثير من الذكريات، إنّه الكتاب الذي أعلن فيه أن العراق بالنسبة إليه هو الماضي، لكن لا مكان له في مستقبله: "غداً يوم الرحيل، وثمّة دلالات تشير إلى أنه سيكون الرحيل الأخير، لقد نفضت يدي من جنازة الماضي، ماضيَّ أنا، ودفنته".

الكتاب أيضاً يثير الأسئلة حول حياة المثقف العراقي في المنافي، وخصوصاً في ألمانيا، وعلاقته بماضيه وعاره الشخصي وانتمائه السياسي وتاريخه الذي يحاول إخفاءه والبدء من مكان جديد وثقافة جديدة مختلفة تماماً عن أرض السواد.

المساهمون