مهنّد مبيضين: عن دمشق يوسف الصيداوي

مهنّد مبيضين: عن دمشق يوسف الصيداوي

05 نوفمبر 2016
(خان أسعد باشا في دمشق القديمة، تصوير: باسم جركس)
+ الخط -

ضمن برنامج "السيمنار"، الذي يعقده بشكل أسبوعي، استضاف "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، نهاية الأسبوع الماضي، الباحث الكاتب والمؤرّخ الأردني، مهنّد مبيضين (1973)، في محاضرة تناولت مخطوط "الكشف والبيان" للعالم اللغوي السوري يوسف الصيداوي (1930 – 2003).

حملت المحاضرة عنوان "من الأدب إلى التاريخ: دمشق في مخطوط الكشف والبيان"، وفيها اعتبر الباحث الزائر في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" وأستاذ التاريخ العربي الحديث في "الجامعة الأردنية" أن أهمية المخطوط تكمن في كونه يشكّل نصًاً موازياً للتاريخ اليومي.

يشير مبيضين إلى أن العمل يتضمّن بعض التواريخ عن حوادث مفقودة في سجل اليوميات الشامية، وهي تغطي السنوات التي تلت انتهاء حكم أسعد باشا العظم وتولّي حسين باشا مكي، مضيفاً أنها تندرج ضمن حقل التاريخ والأدب والأخلاق؛ حيث يُبرز العمل العلاقات الاجتماعية وأخلاقيات المجتمع، ومواقف الناس منها.

يعتبر المحاضر أن "الكشف والبيان" نصّ أخلاقي في الأساس، له في الآن ذاته محمولات تاريخية تنقل حياة الناس الاجتماعية وعلائقهم، كما تبوح بموقف كاتبها الذي رسم مشاهداته وأحوال زمانه وتجارب الناس، ونقل بعض أخباره "ممّن وثق بهم وتحرّى صدقهم"، والتي دوّنها بصيغة نصٍّ أخلاقي وعظي، وبلغةٍ لا تخلو من الألم والتحسّر، ذاكراً أحوال الناس وصفاتهم وما شاع في عصره من عادات وأخلاق وأحداث بارزة.

يقف مبيضين عند العديد من الوقائع التي أشار إليها الصيداوي في مخطوطه، مستعرضاً نسخه الثلاث التي بحوزته؛ نسخة "دار الكتب الظاهرية" في دمشق، ونسخة "دار الكتب القومية" في مصر، ونسخة "مركز المخطوطات والتراث والوثائق" في الكويت، متوقّفاً عند خصائصها وفروقاتها.

من جهته، عقّب الباحث المشارك ومدير قسم الأبحاث في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، محمد جمال باروت، على المحاضرة، مركّزًاً على جنس المخطوط، الذي قال إنه يجمع بين الأدبي الغالب والتاريخي والأخلاقي.

المساهمون