وقفة مع شهلا العجيلي

وقفة مع شهلا العجيلي

27 أكتوبر 2016
(العجيلي)
+ الخط -
تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقّيه


ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
- تشغلني الأسئلة البدائية التي شغلت قبلي الكثيرين عن القسوة، والهوية، والحب، والصحّة، والوعي، والأقنعة، والحرب، والمستقبل، وتربية الأطفال، وإعداد الطعام، وإمكانية البدء من جديد، وعن كيفيّة تحويل ذلك كلّه إلى كتابة.

ما هو آخر عمل صدر لك، وما هو عملك القادم؟
- صدرت مؤخّراً مجموعتي القصصيّة "سرير بنت الملك" عن "منشورات ضفاف" و"مجاز"، و"الاختلاف"، وأعمل على كتاب نقدي جديد يتناول نصوصاً أدبية شعرية وسردية لكتّاب عرب وأجانب. يبحث الكتاب في الجذور التاريخية لظواهر ثقافية عديدة، انطلاقاً من النص الأدبي، وسأقحم ذاتي الكاتبة والناقدة عبر هذه الطريقة في تناول النصوص، وفقاً لتجربتي الشخصية مع تلك الظواهر.


هل أنت راضية عن إنتاجك؟ ولماذا؟
أستطيع أن أقول إنني مطمئنّة لما كتبت حتى الآن، راضية عن النوعية، إذ لا شيء يستفزّني سوى الرغبة في الكتابة، وأعتقد أنها رغبة أصيلة لأنّها تأتي من شعوري بأنني إذا لم أكتب أكفّ عن أن أكون ذاتي البسيطة والصادقة، وأكفّ عن أن أكون مرتاحة مع من حولي. بالنسبة إلى كمّ الإنتاج، فأنا لست متعجّلة، وحريصة على أن أطوّر رؤيتي وأدواتي، وهذا يحتاج الوقت والجهد. أنجزت إلى الآن سبعة كتب بين الإبداع والنقد، عدا عن الكتب المشتركة والأبحاث المحكّمة. ما يؤرّق في هذا الإطار هو إذا ما كنت سأُمنَح فرصة للكتابة من جديد أو أن حالة ما ستعطّلني، وما هو الوقت اللازم لنشفى من علاقتنا اليومية بعمل سابق، لنبدأ عملاً جديداً.

لو قُيّض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- المسار ذاته مع دراسة الفيزياء تخصّصاً إضافياً.

ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أن يصير أقلّ ذكورية، بذلك يمكن أن تتحسّن مدوّنات الأحوال الشخصية لصالح النساء، وتهدأ الحروب، وتقلّ نسب الجريمة، ونلتفت إلى علاج الأمراض التي تسمّى مستعصية.

شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- ليست لديّ مثل هذه الرغبات. أفضّل أن أكتفي بما وصلنا من الماضي بلا أثقال إضافية.

صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- يخطر في بالي الأصدقاء الذين ضحكت معهم من قلبي كثيراً، وهم قلّة خلال مراحل عمرية مختلفة. وأعود إلى كتب كثيرة، حسب الحاجة، لكن لا أستغني عن كتب من مثل: "فنّ الشعر" لـ أرسطو، وكتب الأكاديمي فؤاد المرعي أستاذي في الماجستير والدكتوراه من مثل: "مبادئ النقد ونظرية الأدب"، و"المدخل إلى الآداب الأوروبية"، و"النقد الأدبي الحديث"، وكتب حسين الصدّيق، من مثل: "مدخل إلى الفكر الجمالي عند العرب المسلمين"، وكتاب الأكاديمي مصلح النجّار "السراب والنبع: رصد لأحوال الشعرية في القصيدة العربية"، وكتاب إدوارد سعيد "الثقافة والإمبريالية"، وكتاب جورج لوكاتش "نظرية الرواية".

ماذا تقرأين الآن؟
- "الحداثة السائلة" لـ باومان.

ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- فايزة أحمد "يمّا القمر عالباب"، لحن مغرق في الشجن لمحمد الموجي، وجمل تحمل عبقرية المجاز الشعبي لمرسي جميل عزيز، وقد كانت أغنية أمّي المفضّلة، وأنا أسمعها منذ أن أطلّ علينا قمر الحصّادين أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي.



بطاقة: روائية وأكاديمية سورية وُلدت عام 1976. حاصلة على دكتوراه في الأدب العربي الحديث والدراسات الثقافية من "جامعة حلب". تدرّس حالياً في "الجامعة الأميركية" في مادبا/ الأردن. لها روايات ثلاث، هي: "عين الهرّ" (2009)، و"سجّاد عجمي" (2013)، و"سماءٌ قريبة من بيتنا" (2015). كما صدرت لها دراسات نقدية عديدة، من بينها: "الرواية السورية/ التجربة والمقولات النظريّة" (2009)، و"الخصوصيّة الثقافيّة في الرواية العربية" (2011).


المساهمون