"البحث التاريخي".. عن التعايش وقبول الآخر

"البحث التاريخي".. عن التعايش وقبول الآخر

25 أكتوبر 2016
(تطوان، 1910)
+ الخط -

تحتضن "المكتبة الوطنية" و"كلّية الآداب والعلوم الإنسانية" في الرباط، بعد غدٍ الخميس فعاليات الدورة الثالثة والعشرين من "الأيام الوطنية للجمعية المغربية للبحث التاريخي"، وتستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، متناولةً موضوع "تدبير المغاربة للاختلاف: استلهام أساليب التعايش وقبول الآخر".

أبرز ما تتضمّنه الأيام هو ملتقى علمي بالعنوان نفسه يحاول قراءة أشكال التعدّد اللغوي والتنوّع الثقافي في المغرب ورصد تجلياتهما في الماضي والحاضر، وتتوزّع أشغاله على أربع جلسات؛ تحمل الأولى عنوان "أصول الاختلاف وتدبير المغاربة له في الداخل وفي بلاد المهجر"، وتضمّ ثلاث محاضرات؛ هي: "أصول التنوّع والاختلاف في المجتمع المغربي ومصادره وطرق التعامل معه عبر التاريخ" لـ مولاي إسماعيل العلوي، و"تدبير الاختلاف في الغرب في إطار علاقة المسلم بالمجتمع" لـ عبد الله بوصوف، و"مغاربة المهجر والتعدّدية الثقافية: حالة أوروبا" لـ عبد الواحد أكمير.

تحمل الجلسة الثانية عنوان "دور القوانين والأعراف في تدبير الاختلاف"، وتضمّ أربع محاضرات؛ هي: "الاتفاقيات الصلحية ودورها في تدبير الاختلاف بين القبائل المتساكنة في قصور تافيلالت ودرعة" لـ مبارك بوعصب، و"تادلا وما إليها من الجبال، مجتمع الاختلاف ومؤسّسات التحكيم" لـ أيت يدير مصطفى، و"الأعراف التضامنية في منطقة تادلا ودورها في تدبير الاختلاف خلال فترة ما قبل الاستعمار" لـ نور الدين أمعيط، و"التعايش القبلي في الصحراء الأطلنتية قبل الاستعمار: الرحّل والمستقرّون نموذجاً".

تتواصل أشغال الملتقى في يومه الثاني، الجمعة، حيثُ تُقام الجلستان الثالثة والرابعة. تُخصّص الثالثة لموضوع "تدبير المغاربة للاختلاف في المجال السياسي والاجتماعي"، ويحاضر فيها كلّ من عبد العزيز أكرير حول "الفضاء المغربي قبل الإسلام بين التنوّع والاختلاف وتحدّيات التكامل والائتلاف"، ومحمّد المغراوي حول "السلطة الموحّدية والنخب بين التوتّر والانفراج"، ومحمد مزيان حول "طنجة فضاء تعدّدي"، وعمر لمغيبشي حول "العلاقات بين المسلم واليهود في تطوان"، وعبد الرزاق العساوي حول "بعض آليات تدبير الاختلاف بين أعيان تطوان خلال القرنين 18 و19".

أمّا الجلسة الأخيرة، فتحمل عنوان "تجلّيات تدبير الاختلاف في الثقافة والتمثّلات الجماعية المغربية"، ويتحدّث فيها كلّ من الوافي نوحي حول "مظاهر تدبير التعدّدية اللغوية في المغرب"، وعلي بنطالب حول "المشهد اللغوي والثقافي في المغرب: رصد تاريخي ومحاولات في التدبير"، ومحمد زرن حول "تدبير الاختلاف وأساليب التعايش وقبول الآخر في منظومة التربية والتكوين: حالات وفرضيات من منظور سوسيولوجية المنهاج التربوي"، وعبد العزيز الطاهري حول "جوانب من التعدّدية المغربية وتديره من خلال الذاكرة".

تأتي الدورة الثالثة والعشرون من الأيام تزامناً مع الذكرى الأربعين لتأسيس "الجمعية المغربية للبحث التاريخي" التي تُعدّ استمراراً لـ "جمعية تاريخ المغرب" التي نشطت بين سنتي 1965 و1973، وكانت تضمّ في عضويّتها باحثين عرباً وأجانب من تخصّصات متعدّدة؛ من بينهم: إبراهيم بوطالب وعبد الكبير الخطيبي ومحمد بن تاويت وسعيد النجار ومحمد التازي سعود ومحمد زنيبر وجرمان عياش، وجاك كاني وبيير كيلين وبول بيرتيي وجان برينيون وميشيل تراس وكي مارتيني.

وتأسّست "الجمعية المغربية للبحث التاريخي"، التي تُعنى بالبحث والتوثيق في التاريخ المغربي، في حزيران/ يونيو 1975 في مدينة سلا، على يد كلّ من محمد زنيبر وابراهيم بوطالب وحليمة فرحات ومصطفى الشابي وأحمد التوفيق وعلي صدقي والعربي مزين وعبد اللطيف الشاذلي وعبد الله العروي ومحمد القبلي. لكن نشاطاتها توقّفت بعد سنة واحدة فقط، ليُعاد بعثها ابتداءً من العام 1986.

المساهمون