"متحف الشابي": دعاية للسلطة بعد طول إهمال

"متحف الشابي": دعاية للسلطة بعد طول إهمال

10 أكتوبر 2016
(تمثال الشابي في مدينة توزر التونسية)
+ الخط -
لا أحد يُسائل السلطات العربية جميعها عن تفريطها المتعمّد لكلّ ما يّوّثق صلة الإنسان بمكانه وموروثه، ومستقبله بالضرورة، ما يشهده عليه الأنباء المتتالية من أكثر من مدينة عن تدمير وإهمال طال منشآت ثقافية وبيوت كتّاب وفنانين يكاد يكون استقلال كل بلد عربي لاحق على تأسيسها.

في هذا السياق، جاء إعلان وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين عن إنشاء متحف للشاعر الراحل أبي القاسم الشابي (1909- 1934) في مدينة توزر، متأخراً، بعد تقارير إعلامية نُشرت الشهر الماضي وأشارت إلى تجاهل وزارة الثقافة لمناشدات عديدة لتولي مسؤولية بيت الشاعر وترميمه قبل أن يُسوّى بالأرض على يد أحد الورثة المالكين.

بيان الجهوية الثقافية في المدينة، حينها، أتى مخيّباً للآمال بالتخلّي عن مسؤوليتها بذريعة أن المنزل ملكية خاصة، ما يحول دون تدّخل الدولة في القضية، ثم القول لاحقاً بأن الهدم وقع منذ سنوات وليس هذه الأيام.

السلطات التونسية عادت عن تبريراتها، وقرّرت إعلان إنشاء المتحف على أنقاض منزله الذي هدم في ذكرى وفاة الشاعر الـ 82، و"إعطاءه المكانة التي تليق به وبما يليق كذلك في مدينة توزر كمركز إشعاع ثقافي وقوة مبادرة واقتراح للعمل الثقافي الفكري"، على حد تعبيرها.

المتحف خطوةٌ نحو الأمام ينتظرها توضيح لمفهومه وغاية إنشائه ومحتوياته وطريقة إدارته، وهي كلّها موضوعات تعكس عجز المؤسسة الرسمية في التعامل معها، إذ لا تزال تنظر إلى الرموز السياسية والثقافية بوصفها مادة للدعاية والترويج للسلطة في محاولة لتثبيت خطابها وإخضاع الواقع له.

خلاصة لا تشكّل تجنياً على أحد، إذ لا يتضمّن الإعلان عن المتحف أية تفاصيل، وكأنه أعدّ على عجل في محاولة لتبرئة المسؤولين عن تقصيرهم، وإمساك زمام الأمور مجدداً.


دلالات

المساهمون