"جداريات كتارا".. اللوحة خارج الصالة

"جداريات كتارا".. اللوحة خارج الصالة

28 يناير 2016
(جدارية لـ صباح الأربيلي / العراق)
+ الخط -

غالباً، يظلّ الفن التشكيلي محصوراً ضمن أماكن محدّدة، يصلها جمهورٌ معيّن؛ إذ تحتضن اللوحات والأعمال النحتية صالاتٌ مغلقة، تنتظر زوّاراً يدخلونها ليتنقّلوا من لوحةٍ إلى أخرى.

ربما، حاول الغرافيتي أن يُخرج التشكيل من هذا الإطار، لكنه كان وسيلةً احتجاجية تعبّر عن نبض الشارع وتقدّم مشاكله، لتقف في وجه مسبّبيها من مؤسّسات ترتبط بالأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

في محاولةٍ لإخراج الفن التشكيلي من إطاره الضيّق، والانتقال به من الصالات إلى العرض الخارجي، يُنظّم "الحي الثقافي كتارا" في الدوحة، مشروعاً بعنوان "جداريات كتارا بريشات الفنانين"، يشارك فيه 52 فناناً قطرياً وعربياً.

لا تقوم الفكرة في هذا المشروع فقط على عرض لوحات وجداريات خارج قاعات الحي، وإنما يستطيع الزائر أن يراقب كواليس تنفيذ العمل الفني؛ إذ يرسم التشكيلي لوحته أمام الناس، ما يُتيح للمتلقّي أن يتعرّف، عن كثب، إلى مراحل تنفيذ العمل، وكأنه يراقب مزاج الفنان، والتغييرات التي يُجريها أثناء عمله على لوحته.

تتنوّع الجداريات المرسومة في مواضيعها وطرق رسمها، فمنها ما ينتمي إلى التراث، مثل لوحات التشكيلي القطري مبارك المالك، الذي يستلهم المرأة القطرية ولباسها التقليدي، مازجاً أعماله بأساليب فنية حديثة. كذلك الأمر بالنسبة إلى الفنان السوداني إبراهيم عباس، الذي تتأمّل لوحاته مشاهد الطبيعة، مُدخلاً فيها عناصر من تراث النيل.

أيضاً، تحضر بعض الجداريات الحروفية، كأعمال التشكيليَّين خالد المساوي من مصر، وصباح الأربيلي من العراق. بينما تنتمي لوحات الأول إلى الأسلوب الكلاسيكي في رسم الخط، يذهب الثاني نحو منح الخط انطباعات مفاهيمية من خلال جدارية تتكوّن من ثلاث لوحات، تحمل عنوان "ههههه".

"ههههه" هي "عبارة" تُستخدم في المحادثات المكتوبة على وسائل التواصل الاجتماعي، يُعبّر مُرسلُها عن الضّحك؛ وجد فيها الأربيلي مُعطىً طريفاً يمكن ربطه في الخط العربي، لتسليط الضوء على أثر التكنولوجيا في طرق تعبير الإنسان عن نفسه.


اقرأ أيضاً: صباح الأربيلي: 99 طريقة للعبور

دلالات

المساهمون