سينما العيد

سينما العيد

24 سبتمبر 2015
يوسف كراش / الجزائر
+ الخط -

تطرح مسألة صالات السينما في بلادنا العربية، كمظهر من مظاهر عدم الاكتراث بالفعل الثقافي. رغم كون السينما فنّاً جماهيرياً؛ يحدث أن يُعرض فيلم ـ في هذه العاصمة أو تلك ـ في قاعة شبه فارغة. تماماً كما قد يُلقي الشاعر قصائده ويقرأ الكاتب مقاطع من روايته ويعرض الممثّل مسرحيته أمام كراسٍ شاغرة.

بعيداً عن محاولات فهم وتحليل أسبابها، تكاد هذه الحالة تكون قاعدةً. أمّا الاستثناءات، فهي قليلة جدّاً: في المهرجانات التي تأتي مرّة في السنة، وفي الأعياد التي تأتي مرّتين في السنة. في الأولى، ليس خافياً أن الكثير من المهرجانات العربية تكتفي ببهرجة الأضواء، دون أن تعمل على دفع الصناعة السينمائية وابتكار أسواق جديدة وخلق جمهور. أمّا في الحالة الثانية، فيبدو الأمر أكثر سوءاً.

اندثرت "سينما العيد" في كثير من البلدان العربية، وباتت مجرّد ذكرى تُستحضر. تكاد مصر تكون البلد الوحيد الذي حافظ على هذا التقليد، لكنه استمرّ بشكل مشوّه، من خلال أعمال نمطية تُغيّب الواقع المصري المتأزّم وتتحاشى أسئلته المحرجة، تحت غطاء الكوميديا حيناً والأكشن حيناً آخر.

ما من قضية تطرحها هذه الأفلام، وهذا طبيعي، فالهاجس الوحيد لصانعيها كان المداخيل. وإذا أضفنا ما تفعله هذه الأفلام بالمشاهدين إلى ما تفعله بهم الأقمار الصناعية، لن نستغرب خلوّ القاعات، حين يتعلّق الأمر بسينما تطرح القضايا الجادّة وتثير الأسئلة الحقيقية. 

اقرأ أيضاً: الموسيقى التصويرية العربية: حظها في الدراما أفضل

المساهمون