هاني مطاوع: رحيل مخرج في الظل

هاني مطاوع: رحيل مخرج في الظل

31 اغسطس 2015
+ الخط -

"وفاة مخرج مسرحية شاهد ما شفش حاجة". بهذا العنوان، نشرت مواقع عديدة خبر رحيل المخرج المصري هاني مطاوع (1944 – 2015) أول أمس، عن 71 عاماً، قبل أسبوعٍ من موعد تكريمه في "المهرجان القومي للمسرح".

ابتداءً من العنوان، كان لا بدّ من الإشارة إلى أن الراحل هو مخرج تلك المسرحية، وإلّا لما كان الخبر ليلفت انتباه القرّاء؛ لأنّ قلّة من يعرفون مطاوع، لكنّ الغالبية تعرف "شاهد ما شفش حاجة".

المسرحية كان لها بطلٌ واحد، هو عادل إمام. فطالما بقي المخرج هامشيّاً أمام الممثّل، مع أنّه هو الذي يختار فريقه ونصّه والديكور والملابس. كلّ حركة نراها على الخشبة، لا تحدث خارج مجال رؤيته. بمعنى آخر، ما كنّا لنضحك ونحفظ "الإفّيهات" وطريقة إلقائها لولا البناء الذي وضعه المخرج في عمله.

عموماً، لم تُعرف مسرحيات أخرى لمطاوع، أو لم تُحقّق انتشاراً مثل "شاهد ما شفش حاجة" (1976). وحتى إن بحثنا عنها في "يوتيوب"، لن نجد لها أثراً؛ إذ يبدو أنّها لم تُخرج إلى شاشة التلفزيون، وإنّما بقيت لتُعرض على الخشبة فقط.

لم يكن مطاوع مخرجاً وحسب، بل مؤلّفاً ومعدّاً لمجموعة من الأعمال. ففي عام 1976، كتب نص "يا مالك قلبي بالمعروف"، وأخرجه لفرقة عبد المنعم مدبولي. كما أنّه أعدّ نصوصاً تدلّ على انتقائيّةٍ في اختياره لأعماله، مثل مسرحية "قصة حب"، المأخوذة عن نص لناظم حكمت، و"مدرسة الزوجات" التي كانت إعداداً درامياً لنص موليير.

ولعلّ خبرة مطاوع الأكاديمية لعبت دوراً في طبيعة اختياراته للنصوص. ففي عام 1978، أكمل دراساته العليا وتخرّج من جامعة "أيوا" الأميركية، ثمّ تابع ونال شهادة دكتوراه عن أطروحة "الفلسفة في النقد الدرامي ونظريات العرض المسرحي" من جامعة فلوريدا عام 1985.

ربما لم يعرف الجمهور العربي لمطاوع سوى "شاهد ما شفش حاجة"، إلّا أنّه حتى في مصر نفسها، لم يُذكر خارج سياق هذه المسرحية، التي طالما تعاملنا معها على أنها عمل عادل إمام فقط، بينما ظلّ مخرجها في الكواليس، وها هو يغادرها إلى الأبد.

دلالات

المساهمون