"الإسكندرية السينمائي": الإرهاب على هوى الدولة

"الإسكندرية السينمائي": الإرهاب على هوى الدولة

27 اغسطس 2015
خالد حافظ / مصر
+ الخط -

يبدو أنّ "مواجهة الإرهاب"، لم تعد فقط ذريعة كثير من الأنظمة العربية لتبرير ممارساتها القمعية في حق شعوبها، وإنّما انتقلت أيضاً لتكون شعاراً تتّخذه المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، خصوصاً تلك التي تقيمها المؤسّسات الرسمية.

ها هو "مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط" يعلن برنامج دورته الواحدة والثلاثين تحت شعار "السينما في مواجهة الإرهاب"، التي تنطلق في الثاني من أيلول/ سبتمبر المقبل، وتستمر حتى الثامن منه.

تشارك في المهرجان 33 دولة، 11 منها أوروبية، من بينها فرنسا وإيطاليا وكرواتيا إضافة إلى روسيا. بخصوص البلدان العربية المشاركة، فالمسألة فيها شائكة، ويصبح الإرهاب فيها بحاجة إلى إعادة تعريف؛ بلدان تتقاسمها أنظمة قمعية، وحركات مُتطرّفة، ولدينا في سورية والعراق وليبيا واليمن ومصر نفسها أمثلة حيّة.

وكان لا بدّ من أن تحضر فلسطين بصورة ملتبسة، وأن يُنظّم لها برنامج خاص ضمن فعاليات المهرجان، يضمّ سبعة أفلام. إن تحدّثنا عن الإرهاب في هذا السياق، فلا يوجد لدينا سوى الاحتلال وممارساته. لكن لا يمكن بأي شكل من الأشكال، أن نضع الاحتلال في كفّة، والإرهاب الذي تغمز إليه الأنظمة في كفّة مقابلة.

مثل هذه المهرجانات، تُعيد إنتاج خطاب الأنظمة السياسي من زاوية ثقافية. نسمع على لسان رئيس"الاسكندرية السينمائي" الأمير أباظة: "أن المهرجان يتماشى مع خط الدولة في محاربة الإرهاب" وأن أكثر من 300 فيلم مشارك يتصادى مع هذه الفكرة على حد تعبيره.

إلى جانب هذا كله، كيف للسينما أن تواجه الإرهاب مثلاً؟ هل من خلال أفلام تصوّر الشباب الطائش الذي ذهب به التزامه الديني إلى التطرّف؟ ولا بدّ من رجلٍ حكيم (موالٍ للنظام غالباً) يلحق به وينقذه قبل أن يصبح "إرهابيّاً"، وغيرها من الكليشيهات والصور النمطية التي اعتدنا عليها في عديد من الأفلام وحتى الأعمال الدرامية، خصوصاً تلك التي عُرضت في الموسم الرمضاني الأخير.

المساهمون