حكايات 12 امرأة في "بابل"

حكايات 12 امرأة في "بابل"

09 يوليو 2015
ملصق الفيلم العماني "بشك" المشارك في التظاهرة
+ الخط -

أغلب الظن أن رواية المرأة لسيرتها أو مقطع منها من أصعب المهمات السردية التي قد توكل إليها، ولكن عدداً من النساء سيحاولن فعل ذلك في تظاهرة "القصص بتحكي" التي يحتضنها مسرح "بابل" في بيروت، وتنطلق غداً في مرحلتها الأولى، على أن تنتقل لاستكمال حلقاتها في عمّان في مرحلة لاحقة.

يحاول المشروع – من تنظيم "المعمل 612" ومؤسسة "كونتاكت" الدنماركية – أن يعطي أدوات القول وأن يعلّم أساليب الإخبار المصورة بتقنيات حديثة لعدد من النساء العربيات، ليكنّ قادرات على رواية الحكاية الشخصية في فيلم يكتبنه بأنفسهن. وباستخدام تقنيات بسيطة في الاتصال والإنتاج، مثل الآيفون أو الهاتف الذكي، يتم تمكين النساء من فن القص الفيلمي.

اثنتا عشرة امرأة من بلاد عربية مختلفة، كل واحدة تقدّم حكايتها ذات الخصوصية، فهن إما صاحبات تجربة في الحرب أو اللجوء أو تجربة ذات خصوصية مع التدين أو لها بعد اجتماعي معقد، وبينما تختلف مواقف هذه النساء وحكاياتهن يتفقن على البعد الجندري وصعوبة اختراق المرأة لهذا الحاجز والوزن والثقل الذي يتركه جنس الإنسان على حياته.

"القصص بتحكي" هو مشروع من عدة تحديات شخصية وتقنية وفنية، الطبقات التي يشتغل عليها تفرض ذلك، إذ ينبغي تمكين امرأة من أن تبوح بحكاية شخصية ثم أن تكتبها كسيناريو وأن تتقن تصويرها تقنياً، وبعد ذلك أن تدرك أن حكايتها التي هي في نظرها معقدة وكبيرة لا بد أن تكون على قياس فيلم قصير، إذ أن كل الأعمال المعروضة قصيرة، وإن كان السبب يعود إلى الكلفة، إلا ان المشروع في حقيقة الأمر يساعد المرأة من خلال هذا الخيار على التقاط جوهر ومعنى تجربتها الحقيقي، والتعبير عنه في أقصر وقت ممكن.

تنطلق الأفلام التي تعرض غداً في بابل ضمن "القصص تحكي" بالفيلم الأردني "القدر أينما يأخذنا، قصة لجوء مفاجئ" لصاحبته قدر فياض التي تمارس العمل التطوعي ومن خلال حكايتها كمتطوعة لمساعدة الاخرين تروي قصتها وقصتهم.

كما يعرض الفيلم العُماني "بشك" الذي يروي حكاية فاطمة حسن في أواخر الخمسين من عمرها مرتبطة بشكل كبير بأثواب البشك التقليدية الملونة، وتستكشف من خلال الفيلم سبب تعلقها بهذا المظهر بالتحديد.

وتالياً يعرض فيلم "والعام الجاي تجينا صابة" للتونسية زهرة بالأمين الفلاحة التي تروي علاقتها بالأرض ومهمة الزراعة التي تزايدت صعوبتها وخيار التمسك بها في الزمن الحديث.

أمّا الفيلم المصري "الطريق" فقصته الغريبة تروي حكاية الشابة عاليا المصري التي تنحدر من عائلة أرستقراطية غير متدينة، وتعتنق فى سن مبكرة طريقة صوفية.

وكذلك يعرض الفيلم الفلسطيني "صبره" وهو حكاية إيمان عميره التي افتتحت مشتلاً أسمته "العائلة"، والتي تلاقي الكثير من عدم تقبل التجار الرجال لها ومحاربتها في رزقها لكونها امرأة.

ومن لبنان يعرض فيلم "خطوة متأخرة" لريما النيحاوي التي تأخذ خطوتها الأولى لمواجهة واقع هجر أبيها لها ولعائلتها وتحاول بناء جسر من المصالحة مع الماضي. وللشابة سارا زرياب يقدّم الفيلم اللبناني أيضاً "موزاييك" والتي تتحدث فيه عن تاريخ اللجوء العائلي الصغير ضمن تاريخ اللجوء الأكبر في البلاد.

تدير هذه الورشة مجموعة من السينمائيات العربيات الشابات، ممن يعملن في مشاريع ذات خصوصية في هويتها وتعاملها مع مضمون القضايا النسوية، من بينهن الفلسطينية لينا العبد والأردنية ميس السهلي والمصرية نهى المعداوي والتونسية سمية بوعلاقي والعمانية مزنة المسافر.

المساهمون