لا يوجد عرض يشبه "مترو المدينة"

لا يوجد عرض يشبه "مترو المدينة"

03 يوليو 2015
(هشام جابر في دور روبيرتو قبرصلي )
+ الخط -

منذ عام ونصف تقريباً، يعلن فضاء "مترو المدينة" في بيروت عن منحة إنتاجية للمسرح، لحسن الحظ أنها على عكس كل المنح التي نعرفها مفتوحة طيلة العام، كما أنها لا تشترط الكثير، لا العمر ولا الجنسية، بل إنها على استعداد لإعادة إنتاج مسرحيات سابقة؛ هذا ما يؤكده المسرحي هشام جابر في حديثه إلى "العربي الجديد". فيوضح "لا يوجد شروط، على أن يكون العرض مفتوحاً للجميع وليس محصوراً بجمهور المسرح الكلاسيكي، وأن يكون متعلقاً بأمور راهنة نعيشها، أي أنه "شعبي" بشكل ما".

تبدو شروط المنحة مسترخية أكثر من غيرها، لكن لسوء الحظ، لم يحصل عليها أحد ممن تقدم إليها. ولدى سؤال جابر عن السبب، بيّن أن الطلبات التي قُدّمت قليلة "بحدود عشرة أو اثني عشر عرضاً، لم تُلاقِ الشروط. فنحن لسنا ممولين مثل المؤسسات الكبيرة، نحن نبحث عن عرض يشبه "مترو المدينة" والمنحة نشارك فيها في الإنتاج فنحن لا نتلقى تمويلاً من أحد".

ولكن ما المقصود من "عرض يشبه مترو المدينة"؟ نسأل جابر الذي يحاول أن يضع ذلك في كلمات، فيقول: "عرض جدي يعيش منه المخرج والمنتج لبعض الوقت، ليس كلاسيكياً. فهناك كثير من المسارح في بيروت تقدم هذا النوع"، نسأله هل تقصد "مسرح تجاري"؟ فيجيب أن كل مسرح تجاري، فكل عرض له كلفة إنتاج ومردود من التذاكر بالتالي هو تجاري. ويلفت إلى مسرحيات عُرضت وتُعرض على خشبة "مترو المدينة" وحققت نجاحاً وربحاً مثل "بيروت طريق الجديدة" و"هشّك بشّك شُو".

لكن كلمة "تجاري" لم تعد تحمل معنى الربح والكلفة فقط منذ زمن، لقد أصبحت تحمل مضموناً واضحاً عن مستوى العرض نفسه. هنا يرد جابر "لا بالطبع، مسرح ذو مستوى معين ولكن فكرته قريبة من الناس، فنحن لا نستطيع أن ننتج كل يوم، لذلك لا بد أن يكون العرض مستحقاً فعلاً للتمويل". إذن الشرط هو أن تكون الفكرة لا نخبوية ولا تجارية، وقريبة من الناس وتتكلم عن الراهن، هل يمكن اعتبار مثل هذا التصور واضحاً لأي متقدّم؟ هل في نية "مترو المدينة" أن يمنح المنحة لأحد؟ سيما وأن الموقع الإلكتروني لا يوضح كثيراً هذا التصور عن المشروع المستحق للدعم في نظر الفضاء البيروتي الحديث نسبياً. 

"مترو المدينة" انطلق منذ ثلاثة أعوام وهو لا يعرض الأعمال المسرحية فقط، بل الفنون الأدائية والرقص والموسيقى بكل أنواعها من الكلاسيكية إلى الراب والروك، وعن نجاحه كفضاء في بيروت المليئة بالمسارح والغاليرات، يقول جابر: "بالنسبة لوضع البلد، فالمشروع ناجح والتجربة رائعة، وما زلنا مستمرين ومتحمسين أكثر".

المساهمون