مختبر بنغازي للسيميائيات.. والأمل

مختبر بنغازي للسيميائيات.. والأمل

29 يوليو 2015
بنغازي (تصوير: عبد الله دوما/ 2014)
+ الخط -

حين تأسّس "مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب" عام 2003، لم يكن لمؤسّسيه وعلى رأسهم الباحث محمد عبد الحميد المالكي، شاغل سوى النقد والقراءة في الشأن الثقافي.

لم يكن لهم مقر، فتنقّلوا بين من منحوهم قاعات مؤقتة، كـ "المركز الثقافي الصابري" أو في وسط المدينة، حيث سمحت لهم "مكتبة الشاعر علي الفزاني العامة" بالاجتماع في رواقها. ولكن بعد أن أقفلت المكتبة أبوابها لم ييأس السيميائيون، فصار اجتماعهم في الحدائق وفي الهواء الطلق أو في بيوتهم.

لا أحد يمكنه أن ينضمّ كعضو فعّال إلى "المختبر" دون أن يقدّم بحثاً نقدياً تتمّ مناقشته وإجازته من الأعضاء. ورغم الظروف الخطرة والعصيبة وضعف الإمكانيات، مازال "المختبر" ينظم المحاضرات والنقاشات حتى وإن كان القصف ليس ببعيد.

أحد أعضاء "المختبر"، أحمد النائلي، يجد فيه حاضنة للتفكير والنقاش والمعرفة بعيداً عن الأوهام والإيديولوجيا والسياسة. فمع التطرّف الذي يجتاح المدينة، تبدو الثقافة وكأنها طوق نجاة حتى وإن كان فردياً.

في المقابل، اعتبر الناقد وكاتب السيناريو أحمد التهامي أن محاضرات "المختبر": "موجّهة للنخبة بالأساس، والعلمُ بطبعه نشاط نخبوي أقلوي"، وليست للجميع، غير أنه اعتبر أن هذه المحاضرات تتيح للمتابعين والمختصّين إعداد أدواتهم العلمية وزيادة متابعاتهم.

حول جدوى هذه الأنشطة وتكثيفها حالياً في وقت الحرب وانقطاع الكهرباء والنت وضعف الإمكانيات، يقول عضو آخر في "المختبر" هو مبارك الأطرش: "المحاضرات التي ننظمها جعلت كثيرين منا يتمسكون بالأمل والبحث والثقافة، وهو ما نحتاجه رغم اعتقاد البعض بأن هكذا نشاط لا يعدو كونه مجرّد ترف فكري في خضم الموت الذي يجرف كل شيء".

يضيف "بهكذا نشاطات نحن نقاوم بشكل أو بآخر العبث الذي يحدث. نحن نقاوم ونتحدّى ثقافة الموت ولو بمحاولة البحث (العلمي) في ظواهر اجتماعية وسياسية لها وبشكل مباشر أو غير مباشر علاقة بكل ما يحدث اليوم".

المساهمون