سيليما تاع الحيط

سيليما تاع الحيط

18 يوليو 2015
مشهد من فيلم الافتتاح "الجزائر من علٍ"
+ الخط -

يستخدم الجزائريون تلك العبارة العاميّة في معرض الحديث عن فضيحة مدويّة، أو أمر مثير للإعجاب. "السيليما" هي تحوير بسيط لكلمة سينما، أمّا الحائط فهو شاشة العرض التي كانت تصنع لحظة فرح استثنائي في بيئة معزولة.

بتلك الطريقة البسيطة، وصل الفن السابع إلى المدن والقرى والأرياف النائية منذ منتصف القرن الماضي، وبات سكّانها على اطّلاع دائم بآخر إنتاجات السينما الجزائرية والعالميّة.

لكن، مع بداية "العشرية السوداء"، مطلع التسعينيّات، كان من الطبيعيّ أن يصبح الفن السابع آخر اهتمامات الجزائريّين، وأن تتوقّف تلك الظاهرة السوسيو ثقافية بسبب تدهور الوضع الأمني.

انعكس ذلك الوضعُ أيضاً على قاعات السينما. فبعد إلغاء وزارة الثقافة، سُلّمت أكثر من 400 قاعة ورثتها الجزائر عن الاستعمار الفرنسي إلى الإدارات المحليّة (البلديّات)، قبل أن يواجه أغلبها مصير الغلق والإهمال ويتحوّل إلى أماكن تحتضن أيّ شيء، سوى السينما.

هكذا، بات ملفّ قاعات السينما يشكّل صداعاً مزمناً للمشهد السينمائي الجزائري الذي تراجع من حيث الكمّ والكيف، وبات محلّ صراع، لم يُحسم بعد، بين وزارة الداخلية ووزارة الثقافة التي لم تنجح في استرجاع سوى 25 بالمائة من تلك القاعات.

تمثّلت النتيجة الحتمية لغياب "شبّاك التذاكر" في توقّف عجلة السينما عن الدوران، وتحوّل الإنتاج السينمائي إلى نشاط غير مربح، ولا يعيش خارج التمويل الحكومي؛ ففي السنوات الأخيرة، أُنتجت عشرات الأفلام بميزانيّات ضخمة لكنّها عُرضت مرّة أو مرّتين، ثمّ وُضعت في الأدراج.

أمام هذا الوضع، بدا من الضروري التفكير في الذهاب بالسينما إلى الجمهور، بدل انتظار عودته إلى القاعات. هكذا عادت "سينما الحائط" بشكل عصري، من خلال عرض الأفلام في عدد من المدن عبر شاشات عرض عملاقة.

في العشرين من تمّوز/ يوليو الجاري، تنطلق تظاهرة "سينمدينة" في عدد مدن الجزائر العميقة، وتشمل أزيد من 38 محافظة في شرق وغرب ووسط وجنوب البلاد، بمعدل أربع أفلام في أربعة أيّام في كلّ محافظة.

يشمل البرنامج عرض ستّة أفلام قصيرة متحرّكة للأطفال والفيلم الوثائقي "الجزائر من علٍ" للمخرج الفرنسي يان أرتوس برترا، إضافة إلى أفلام أُنتجت مؤخّراً، مثل الوثائقي "عبد القادر" لسالم براهيمي و"عطور الجزائر" لرشيد بلحاج و"حرّاقة بلوز" لموسى حدّاد و"يمّا" لجميلة صحراوي و"تيتي" لخالد بركات و"البطلة" لشريف عقّون.

تقول مسؤولة دائرة السينما في "الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي" نبيلة رزايق في حديث إلى "العربي الجديد" إن الهدف من التظاهرة هو "تقريب السينما للجمهور في مختلف مدن الجزائر العميقة، وتوزيع آخر الأفلام التي أنتجتها وزارة الثقافة، أمام إشكالية قاعات السينما وهجر الجماهير للقليل منها. نحاول أن نُلقي بالسينما إلى الشارع ليحتضنها الشعب".

المساهمون