دعنا من كل هذه التّرهات

دعنا من كل هذه التّرهات

19 ديسمبر 2014
سهيل سالم / فلسطين
+ الخط -

ممدوح...
أنت تحب مصياف
وأنا أحب سلمية
وكلانا ديك الجن في مجونه،
وعطيل في غيرته
فلنصطحبهما إلى أول حانة أو مقصف
ونبثهما أشواقنا وكلامنا وهمومنا.
ولأن مدينتي لا ترتدي شيئاً تحت كرومها
فإياك أن تطرف عينك عليها
وإلا صرعتك في الحال.

***

لا تصدق أنني أهوّل عليك لا أكثر
كما كان سليمان عواد يهوّل على أمير البزق،
مهدداً إياه بلفافته الـ"خصوصي للجيش".
أتذكر تلك اللفائف؟
وذلك السعال المديد والمتقطع،
كالتدريبات الأولية في المستعمرات على نشيدها الوطني؟!
ومع ذلك لا أقل عنك جهلاً في هذه الأمور.
فللآن لا أعرف سعال الشاعر من القارئ من الناقد
من المترجم من الراوي.
لا أعرف إلا سعالي!
صحيح أن معظم التبوغ مصنعة،
لكن سعالي طبيعي ومكفول لمئة عام من العزلة!
ومع ذلك، أقدمه بكل سرور
مقابل شعرك المتساقط ولونك الرصاصي،
وأهوال العلاج ونفقات الأمل.
مع أنني لا أملك سواه.
إنه نشيدي الوطني!
وأتمنى أن يُعزف قريباً في المعسكرات
والدوائر الرسمية والمدارس،
وعلى الأقل في دور الحضانة.
ولن أقلع عن التدخين.
ولماذا؟
وكل أنواع السموم تحيط بي كقشرة البيضة،
أو اللباس الهتلري في القطب الشمالي.

***

والآن دعنا من كل هذه الترهات
أريد خزعة من رئتيك وجبينك وأحزانك..
إن نسيجها أكثر متانة ومماطلة
من قلعة مصياف وجبال ديرماما
وأكثر فطنة وثقة من أعلام الغزو في الظلام.
وأنا واثق بأنك ستزهر من جديد كالوراقة،
وفي عز الشتاء.
وإذا خطرت لك زيارتي حيث أقيم
فعلى الرحب والسعة.
فإذا لم أكن موجوداً،
فسعالي يقوم بالواجب وأكثر:
تهليلاً وترحيباً وعناقاً
حتى الغضب والانفعال،
والتظاهر إلى جانبك ولأية قضية.
لأنني قد لا أعود أبداً،
فمدينة لا يوجد فيها مريض نفسي
أو عقلي حتى الآن
لن أبقى فيها دقيقة واحدة.

(2004)

دلالات

المساهمون