"نوبة الاستهلال" لعمر المتيوي.. نظرة إلى الموسيقى الأندلسية المغربية

"نوبة الاستهلال" لعمر المتيوي.. نظرة إلى الموسيقى الأندلسية المغربية

13 ابريل 2019
(عمر المتيوي، يسار، في إحدى حفلاته)
+ الخط -

صدر حديثاً كتاب "نوبة الاستهلال، تاريخ، تدوين، تحليل" للموسيقي المغربي عمر المتيوي (1962) عن منشورات "أكاديمية المملكة المغربية"، والذي وضع فيه جهداً دراسياً حول الموسيقى الأندلسية-المغربية، وبشكل خاص عن نوبات موسيقى الآلة وعلى رأسها نوبة الاستهلال التي تعد مجهولة خارجة "عن شجرة الطبوع" كما يذكر الكاتب في تعريفه لها.

الكتاب يأتي في جزأين، يتضمن الجزء الأول ثمانية فصول باللغة الفرنسية مع مقدمة للأكاديمي محمود قطاط؛ يتضمن هذا القسم لمحة تاريخية موجزة عن الموسيقى الأندلسية المغربية، كما يتعرض الكاتب إلى شرح أسلوب النقحرة وماهيته.

ويخصص العمل فصلاً يُعنى بالنصوص الشعرية من خلال "كناش الحايْك" ويقدم جدولاً لشعراء نوبة الاستهلال، كذلك يشرح مفهوم النوبة في موسيقى الآلة، والهيكلة التي تنبني عليها.

في الجزء الأول أيضاً، دراسة لمفهوم الطبع الذي يشكل محوراً أساسياً في فهم تركيبة السلالم الموسيقية المعتمدة في موسيقى الآلة، كما يعالج الكتاب موضوعاً مهماً وهو مفهوم الميزان أو الإيقاع الذي يلعب دوراً محورياً في ضبط القوة والضعف والبطء والسرعة في الأداء الموسيقي.

يبرز المتيوي دور الآلات الموسيقية وتطوّرها بدءاً من عهد التكامل المغاربي الأندلسي ووصولاً إلى يومنا هذا، ويختتم الجزء الأول من كتابه بمقتطفات من القواعد العامة لأداء النوبة.

بينما القسم الثاني من الكتاب –وهو الأضخم حجماً، ففي طيه التدوين الكامل مع النقحرة لنوبة الاستهلال. ومن جهة أخرى يحتوي الكتاب على تقديم باللغة العربية للباحث والناقد عباس الجراري، ومقدمة مختصرة للمؤلف باللغة العربية عرف فيها بمحتويات الكتاب مع مناقشة بعض الإشكاليات المرتبطة بالنظرية الموسيقية الأندلسية-المغربية.

يكشف الكتاب عن معرفة كبيرة لدى الكاتب بهذا التراث الموسيقي، وباطلاع على الكتب التراثية التي تناولته فنجده يستشهد بابن باجة وآخرين، كما يسعى إلى إيجاد توازن ما بين الكتابة والرواية الشفاهية في الموسيقى.

يحرص المتيوي على روح الطبوع المغربية، إذ يرفض إدخال الآلات ذات المنازل الثابتة والسلم المعدل على الطريقة الغربية، كما يرفض إدخال ثلاث أرباع المسافات المعروفة بـ"الرّْبَعْ" على الطريقة الشرقية.

كوّن الكاتب مع فنانين إسبان مثل إدواردو بانياكوا وبيكونيا أولافيدي مجموعات موسيقية منها فرقة "ابن باجة". وله مجموعة صوفية تحت اسم "الششتَري" ومجموعة "روافد موسيقية" التابعة لجمعيتة "روافد موسيقية".

أسس المتيوي الجمعية في طنجة سنة 1994، بهدف تطوير فن الآلة مع المحافظة على ركائزه وقواعده الثابتة، كما تجتهد لصونه من المؤثرات الخارجية التي تفسد طبيعته وتمسخ شخصيته.

قامت "روافد موسيقية" بترميم بعض الآلات الموسيقية من أجل إحيائها، بعض هذه الآلات موثق عبر جداريات ومنمنمات ومخطوطات تعود إلى القرون الوسطى، والبعض الآخر أبعد عن الاستعمال وطاله النسيان. 

المساهمون