يوسف المنصور.. صراع الأجيال من منظور عبد الحميد السحّار
لجأ القاص والروائي المصري عبد الحميد جودة السحّار (1913 –1974) في معظم أعماله إلى تناول أحداث تاريخية، أو تقديم مضامين اجتماعية وسياسية سواء في كتابة روايات تضيء مواجهة الشعب المصري للاستعمار البريطاني، أو أزمات مجتمعه وشخصياته التائهة بين الماضي والحاضر.
في روايته "الحفيد"، عالج صراع الأجيال في سياق عائلي ساخر من خلال قصة زوجين رزقا بسبعة أولاد ويتمنيان رؤية أحفادهما، لكن ابنتهما الكبرى التي تزوجت أخيراً تمتنع عن الإنجاب حسب اتفاق أبرمه معها زوجها الشاب الذي يحمل أفكاراً غير تقليدية بمعيار عصره، وهنا يصبح الموضوع مثار جدلٍ بين جيلين وعصرين وفكرين مختلفين.
أما روايته "أم العروسة"، فيتناول خلالها قصة حياة عائلة مصرية عادية وبسيطة جداً تعاني من صعوبات المعيشة، ويركّز على التناقضات التي يحسّ بها رب الأسرة تجاه العديد من العادات والتقاليد التي تثقل كاهله بالتزامات مالية لا داعي لها.
يتكئ المخرج المصري يوسف المنصور على هذين العملين في مسرحيته الجديدة التي تحمل عنوان "الحفيد"، وتُعرض على خشبة "المسرح القومي" في القاهرة عند التاسعة من مساء الأحد المقبل، والتي يتواصل عرضها طوال أيام عيد الأضحى.
وتدور أحداث المسرحية داخل بيت حسين المحلاوي، الموظف في إحدى الشركات، وزوجته زينب، اللذين أنجبا سبعة أبناء وبنات ويواجهان صعوبات مختلفة لتربيتهم في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية، ولكن الرؤية الإخراجية تنزاح بالزمن ليبدأ منذ الثمانينيات وحتى يومنا هذا.
يعكس المتغيرات التي طرأت على الأسرة والمجتمع في مصر خلال فترة زمنية ليست بالقصيرة، من أجل تقديم رؤية معاصرة لمفاهيم الحرية الشخصية ومقاومة الفرد لسيطرة العادات والتقاليد السائدة في المجتمعات العربية.
يشارك في التمثيل كلّ من الفنانين: لوسي، وعابد عناني، وتامر فرج، وعادل عفر، ومحمد مبروك، وشيريهان الشاذلي، ويوسف المنصور، ورنا خطاب، وزينب العبد، ومحمود عبدالرازق، ونشوى علي عبدالرحيم، وندا عفيفي، وعبدالباري سعد، وأسند تصميم الديكور إلى حمدي عطية، والإضاءة إلى حازم أحمد، والملابس إلى مروة عودة، والتعبير الحركي إلى شيرين حجازي، إلى جانب تأليف موسيقيّ لكريم عرفة.
