يمينة خودري: وثيقة عن المجتمع المدني في جزائر الثمانينيات

يمينة خودري: وثيقة عن المجتمع المدني في جزائر الثمانينيات

06 نوفمبر 2020
محجوب بن بلة/ الجزائر
+ الخط -

يبلغ عددُ الجمعيات في الجزائر، بحسب أرقام رسمية، قرابة 160 ألف جمعية متخصّصة في مجالات مختلفة. غيرَ أنَّ السواد الأعظم منها ليس له أثرٌ فعّال على أرض الواقع، حيث أنَّ القليل منها فقط تنشط في الميدان.

ورغم وجود جمعيات بارزة في عدّة مجالات، بعضُها ينشط منذ عقود طويلة، فإنَّ قلّةً فقط من الدراسات تهتمُّ بهذا المجال، وهو ما ينطبق أيضاً على الكتب التي يؤلّفها فاعلون في المجتمع المدني، ليرووا من خلالها تجاربهم الشخصية.

أحدُ تلك الكتب صدر حديثاً عن "منشورات رافار" في الجزائر بعنوان "عار على من يفصل الأشواك عن الورود". وفيه تروي مؤلّفته يمينة خودري تجربتها الطويلة في العمل التطوُّعي ونضالها في مجال حقوق الشباب المكفوفين.

الصورة
كتاب يمينة خودري - القسم الثقافي

تنشط خودري في مجالَي الثقافة والمجتمع منذ قرابة أربعين عاماً؛ حيث أسّست، منذ عام 1986، العديد من الجمعيات الخيرية، بدايةً بـ "الجمعية الوطنية للترفيه والثقافة" التي كانت من بين أولى الجمعيات التي تحصّلت على ترخيص رسمي بعد استقلال الجزائر.

وفي كتابها الجديد، الذي قالت إنه يأتي وفاءً لواجب الذاكرة تجاه أطفال "مدرسة المكفوفين الصغار" في حيدرة بالعاصمة، تسرد المؤلّفة المصاعب التي واجهها ممثّلو جمعية لأولياء تلاميذ المدرسة، والمتاعب التي لقوها من الإدارة المحلية في سبيل الحصور على مقرٍّ لاستقبال الأطفال المكفوفين وتدريسهم.

وفي مقابل التجاوُزات والممارسات البيروقراطية التي "كانت تهدف إلى عرقلة العمل الجمعوي"، تلفتُ خودري من جهة أُخرى إلى إصرار أعضاء الحركة على تعليم الأطفال المكفوفين، وإلى الدعم الذين لقوه من شرائح مختلفة من المجتمع؛ كالصحافيين والفنانين.

ودُعّم الكتاب بالعديد من المقالات الصحافية والمراسلات التي تكشف عن تغوُّل بيروقراطي من الإدارة التي تقول الكاتبة إنها "كانت عاجزة عن تسيير مشاكل المواطنين".

يُذكَر أن يمينة خودري تعيش حالياً في فرنسا؛ حيث أسّست جمعية تُعنى بالتبادُل الثقافي بين فرنسا والجزائر، من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية مشتركة. وضمن نشاطها في المجتمع المدني، تهتمُّ أيضاً بمجال العمارة التقليدية، حيثُ نظّمت العديد من النشاطات التي تهدف إلى توعية سكّان مناطق في الصحراء الجزائرية بأهمية تراثهم المعماري.

وصدرت لخودي عدّة كتب من بينها: "المعاقون" عام 1988 وهو مجموعة شعرية كتبت نصوصها حول ذوي الاحتياجات الخاصّة، و"قوفريط بالهريسة" (2011) حول أوضاع المهاجرين في ضواحي العاصمة الفرنسية.

المساهمون