Skip to main content
وردةٌ رأيتُها في سوق الشهداء
سليم تيمو
سليم تيمو

لاميةُ الكُرد: ويلٌ للمهزومين

اليوم أيضاً أحضروا لي ذنوبي 
ووضعوها أمامي
وقالوا إن الخيانة هي ديننا الجديد.

مع من يجب أن أنهض وأتقاتل، ولم يمرَّ المساءُ بعدُ
وحدها الهزيمة تُحدّق بي من النافذة
في القلب تسعة وتسعون عدوَّاً
أرض الامتنان أصبحت وطني
قُمْ يا قلبي وهاجِرْ، فلستَ الشَّنْفَرى

الدَّمُ دمي وأنا أخاف من الدَّم
الألم ألمي الذي لم أَطرده أبداً
لم أتوسَّل وردةً ولم أبِعْها
رأيتُها في سوق الشهداء
دموعُها منهمرة وبطنُها فارغ
قُمْ يا قلبي وهاجِرْ، فلستَ الشَّنْفَرى

اليوم أحضروا لي جراحي وأَظهروها لي
وقالوا: نحن الحكَّام الجُدد فاستسلموا

لم يبقَ لي ميراث غير قلبي
وقَلَمٍ مكسورٍ يكتب نفسه دائماً
ترتعش عيني اليمنى، والعالم ضبابيٌّ
حمَّلتُ طفولتي أثقالَ أربعين عاماً
قُمْ يا قلبي وهاجِرْ، فلستَ الشَّنْفَرى

سأقف أمامَ أصحابي
بالرحيل، بالعار، بالتباهي
سأدرك حقيقةَ الحِداد
سأرحل عندما يصبح الوطن في يد "أصحابه"
بالعمى، بالندمِ، بِبُؤسِ السنوات
قُمْ يا قلبي وهاجِرْ، فلستَ الشَّنْفَرى.

اليوم أحضروا لي ذنوبي 
وقالوا إن الخيانة هي حياتنا الجديدة.

 

■■■


فزّاعة في حقل السمسم

الريحُ هي روحي
عمودي الفقريّ صليبٌ لاتينيّ
زَعِلَتْ مني الطيور
ولا تلوِّح لي قُبَّعتي البالية

أنا وحيدٌ في حقل السمسم
أرضٌ بائرة أو مزروعة، وجيران ماتوا
لا أحد يزورني
سوى طنين الوقت وفراغي

الليلُ لنفسه كلَّ مرَّة
والنهارُ للجميع

ولا خلاص من النار.


بطاقة

* Selim Temo شاعر كردي تركي من مواليد مدينة باتمان عام 1972. تخرج في قسم الإثنولوجيا بجامعة أنقرة. أكمل برنامج الماجستير والدكتوراه في مجال الأدب التركي بجامعة بيلكنت. يكتب الشعر باللغتين التركية والكردية حيث نشر أربعة دواوين شعرية باللغة التركية وديوانين باللغة الكردية. حصل على عدة جوائز أدبية في تركيا. كما كتب رواية واحدة و12 كتاباً للأطفال، وكتباً عن الجوانب النظرية للأدب. ترجم عدة أعمال من الأدب الكردي إلى اللغة التركية. له مختارات من مجلدين للشعر الكردي، يعيش حالياً في باريس.

** ترجمة: محمد حقي صوتشين