استمع إلى الملخص
- توثيق المعاناة: يعرض المعرض أعمالاً لفنانين مثل أحلام شبلي وعارف مصالحة، توثق المعاناة الفلسطينية بطرق مختلفة، من تصوير النزوح والتدمير إلى الحياة اليومية في ظل الاحتلال.
- رمزية المقاومة: يعكس عمل منذر جوابرة رمزية المقاومة الفلسطينية، ويبرز أهمية الفن في توثيق الذاكرة وربط الشأن الشخصي بالعام، مما يعكس السعي نحو الحرية والعدالة.
مع تصاعد جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزّة، واجتياح مدن الضفة وحصارها، تتضاعف أهمية الفن في توثيق الوقائع والمطالبة بالتغيير مرادفاً للمقاومة الفلسطينية؛ العبارة التي وقّعت بها قاعة "رامبا" في مدينة بورتو البرتغالية بيانها حول معرض "فلسطين. هنا وهناك" الذي افتتح السبت الفائت ويتواصل حتى الرابع عشر من يونيو/ حزيران المقبل.
قيّمة المعرض، باولا بارينتي بينتو، أستاذة الدراسات البصرية والثقافية والباحثة، تواصلت مع الفنانة الفوتوغرافية أحلام شبلي، لإقامة معرض شخصي حول إعادة بناء الهوية الفلسطينية في سياق الاحتلال والعسكرة الذي تسبب في هجرة شعبها، ضمن توجهات المنظمين لهذا العام.
شبلي اقترحت أن يشتمل المعرض على أعمال الفنانين الفلسطينيين عارف مصالحة وفاطمة حسونة ومحمد حرب ومنذر جوابرة ورهاف البطنيجي، بالإضافة إلى أعمالها التي تعدّ الفيلم الوثائقي أداةً للتفكير النقدي وشكلاً من أشكال المقاومة، في تجاور بين تسجيلات المصادرة الاستعمارية والإقصاء الاجتماعي والحرمان العائلي والاغتراب الاجتماعي والجنساني الذي يميز الظروف المعيشية للفلسطينيين وتوسيعها لتشمل سياقات جيوسياسية واجتماعية أخرى.
في عملها "تحديق" (عرض شرائح فيديو، 8 دقائق و58 ثانية)، تُعرض مجموعة من الصور التي تطوّر سلسلتين سابقتين للفنانة هما: "الاحتلال" وصوّرت في مدينة الخليل، و"الوطن"، وصوّرت في مدينة كاسل الألمانية، بين عامي 2016 و2017، وتعكس مفهوم الوطن مكاناً مراوغاً جرى تخيله ومصادرته، وبناؤه وإنكاره، وتذكره، والبحث عنه، ورفضه، والمطالبة به.
يقارب المعرض الذاكرة الشخصية وتماسّها مع التاريخ الجمعي
ويوثّق مصالحة في مشروعه الفوتوغرافي "نطفو في فضاء مسموم" (2021) جدران أحد مستشفيات القدس حيث يعمل ممرضاً فيه خلال جائحة كوفيد-19، وتعكس الصور حالة الانتظار، في رمزية تحاكي الحالة الفلسطينية، وما ترتب عنها من ترقب مستمر لواقع غير مأمولة أحداثه، وسعي لربط الشأن الشخصي بالعام، فالجسد الفلسطيني مقيد بالأجهزة وغير قادر على الحركة.
أما فاطمة حسونة، فتعرض عملها "ملاحظات يومية تحت القصف (2023-2025)" الذي يسجّل النزوح والتدمير المتواصل في قطاع غزة خلال أكثر من عام ونصف، ويبثّ على الهواء مباشرة أمام العالم كله، ومنها مجزرة مدرسة التابعين التي ارتكبها الاحتلال في 10 أغسطس/ آب 2024، وتظهر في إحدى الصور أشلاء جثث مجهولة الهوية موضوعة في أكياس دفن.
"عائلة الفنان واستوديوهاته (2023-2025)" عنوان عمل الفنان ومخرج الأفلام الغزّي محمد حرب الذي فقد منزله ومرسمه بغارة جوية إسرائيلية، حيث تتجول عدسته وسط الدمار قبل أن تنتقل إلى تصوير يوميات عائلته في نزوحها، بالإضافة إلى فيلمه الوثائقي "أحلام مكسورة" (2015) الذي يروي قصة فتاة فلسطينية اسمها مادلين في الرابعة عشرة من عمرها، وكيف تغيرت حياتها بعد إصابة والدها بإعاقة دائمة عندما تعرّض قارب الصيد الخاص به للهجوم على ساحل غزة من قبل قوات البحرية الإسرائيلية.
ومن غزة أيضاً، تستكشف رهاف البطنيجي في فيلمها "أساطير البحر" (2024) حياة الصيادين في القطاع، وكيف يصبح البحر ملاذاً آمناً في زمن الحرب، ويأتي في سياق اشتغالها على ثيمات الذاكرة، والنزوح، والعلاقة الهشة بين التاريخ الشخصي والجماعي.
ويعرض منذر جوابرة عمله "الملثم/ المقاوم" الذي بدأ العمل عليه سنة 2008 ويقارب فكرة الملثم الفلسطيني التي ترمز إلى المقاومة كما تجلت خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 في أقدس حالاتها، وانزياحات لصورته النمطية بعد التحوّلات السياسية التي أنتجها اتفاق أوسلو.