هموم شعرية: مع مفيد عزيز البلداوي

هموم شعرية: مع مفيد عزيز البلداوي

27 يونيو 2022
مفيد عزيز البلداوي
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته وواقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. "على الشاعر أن يمتلك هِبة الاستنباط والالتقاط وأنسنة الأشياء" يقول الشاعر العراقي في حديثه مع "العربي الجديد".

 

■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعرًا مقروءًا؟  
- قرّاء الشِّعر أيامنا هذه هم الشُّعراء أنفسهم ومحيطهم من الأصدقاء، يتبادلون قصائدهم على شكل هَمٍّ مكتوب… أنا جزء من هذه المنظومة، لذلك لا أستطيع تحديدًا أن أقول: الشِّعرُ مقروء اليوم.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
- سيِّئة للأسف… العلاقة بين الشّاعر والنّاشر زواج غير تقليديّ، يبدأ بحبٍّ كبير بين الطرفين وينتهي بمحاكم الطَّلاق والتَّشنيع إلّا لمامًا، يبدو الأمر توثيقيًّا أكثر منه إضافة للمكتبة الشِّعرية، أعني نشر الشّاعر كتابه يعدّ حفظًا له من ضياعٍ متسلسلٍ بين الأوراق الخاصّة.


■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟
- قديمًا كانت المجلّات والجَرائد تصنع فرحًا غامرًا للشّاعر عندما يرى نصوصه منشورةً فيها، الآن العهدة بيد المواقع، خاصّة مواقع التّواصل، بما تتيح من فرصة نشر وتعامل مع النَّص من قبل صاحبه ومَن يقرأ مِن أصدقائه وربّما آخرين لا يعلمهم لكن قد يشعر بهم.


■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
- نعم.. وبكثرة، ربما أستطيع أن أقول إنَّني منذ أكثر من عشر سنوات لم أُرسل نصًّا لصحيفة ما أو مجلَّةٍ مكتفيًا بالنَّشر اليوميّ في صفحتي على فيسبوك، وأقرأ في الوقت ذاته كَمًّا كبيرًا من الشِّعر أيضًا، لذا فيمكن وصف التَّفاعل مع هذا النَّشر بأنَّه كيميائيّ ونتائجه غالبًا تأتي بالجديد.

أستغرب انقسام الشعراء وعدائيّتهم لأجناسٍ شعرية لا يكتبونها

■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
- لا أحد… إطلاقًا غير الشُّعراء أنفسهم.


■ هل توافق على أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
- لا أبدًا… في اعتقادي أنَّ هذا تصوُّر خاطئ لسببين؛ الأوَّل انحسار القراءة للشِّعر عن الشُّعراء أنفسهم، والثاني الفرق الكبير بين الشِّعر المكتوب بالعربيَّة كمًّا مع الشعر المترجم.


■ ما مزايا الشعر العربي الأساسية وما نقاط ضعفه؟
- كلُّ شاعر في العالم - ليس العربيِّ فحسب - يحتاج إلى أن يكون موهوبًا هِبة الاستنباط والالتقاط وأنسنة الأشياء والتَّعامل مع الحقيقيّ على أنَّه خيال والخيال على أنَّه حقيقيّ، ثم نعود لخصوصيَّةِ الأمر باللّغة المكتوبِ بها الشِّعر. الموهبة وحدها لا تكفي، لذلك عليه - الشّاعر - أن يكون مُلمّاً ما استطاع إلى ذلك سبيلًا بلغته التي يكتب بها وفنون الشِّعر التي يمارسها، بكل أنواعها. وأستغرب من انقسام الشُّعراء وربما عدائيَّتهم لأجناسٍ شعريَّةٍ لا يكتبونها.


■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟
- لا نريد استعادة أحد، فالشّارع العربيّ مليء بالشُّعراء، وكل يوم يتفرَّع من شَجَرتِهم فرع جديد في سماء الشّعر حتى أنَّ نباتات الظلِّ لم تعد قادرة أو مستوعبة فكرة أن تعيش في ظلّها.


■ ما الذي تتمناه للشعر العربي؟
- لا شيء أبدًا وأقول له: سعيد بعلاقتي بك. 



بطاقة
شاعر عراقي من مواليد بلد 1971، حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من "جامعة بغداد"، مقيم في ألمانيا منذ 2002. نشر ستّ مجموعات شعريّة: "وطن" (2011)، "لا توت يكفي لستر البلاد" (2013)، "معاول الذاكرة" (2013)، "عندما أغمض عينيه رآها" (2013)، "أخطاء السعادة" (2013)، "لجار السراب الحكاية" (2021).

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون